التعميم .. ونظريات غير قابلة للتطبيق
بين فوضى التنظيم وعبث المسؤولين نقبع في دائرة مفرغة تكسو مصالحنا بروتين من درك الملل الأسفل , وإنجاز مترف بالبطء , و( مانشيت ) خط على جبين الموظفين بخط التثاؤب والكسل مضمونه ( راجعنا بعد أسبوع ) ..
رواية تبدأ بـ ( ألف ) الانتظار , وتنتهي بـ ( ياء ) يصبرنا الجبار , وحين نبحث بين أوراقها نجد عقبات ومخالفات واجتهادات خاطئة من أجساد تمكث ساعات قليلة خلف المكاتب الفارهة , ويطفو على السطح منها مشكلتان نخرت أسساً ثابتة كنا نجيد الاعتماد عليها والوثوق بها ..
أول تلك المخالفات والاجتهادات الخاطئة كان التعميم في الحكم , ومن ثم اعتماده بلا وجه حق , فعندما خرجت علينا شرذمة شاذة من الموظفين عن القاعدة وخالفت بعض النظم , اجتمع بعض المسؤولين بحماس معدم , وبدلاً من التقنين أو وضع آلية لاحتواء مشكلة المخالفة قاموا بحذفها من قاموس الوجود كيلا تتم مخالفتها في المرة القادمة من الجميع , وكأن أصابع اليد عندهم متساوية , فقاموا بمعاقبة تلك الجزئية الفعالة بدلاً من معاقبة أصحاب المشكلة التي اجتمعوا لحلها , وكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار, والمجتمع هو الخاسر الأول والأخير..
وفي الكفة الأخرى نجد قسماً آخر من المسؤولين أفضل حالاً وليس حلاً من القسم السابق , قاموا بخلق إشكالية جديدة حين قاموا بوضع حلول لمشكلاتهم بعد دراسات ومناولات مكلفة , لكنها غير قابلة للتطبيق إلا على أمر واحد وضعوه كمثال ليثبت ويبرهن الجدوى من حلولهم الورقية , وهؤلاء بالإضافة إلى أنهم مهدوا الطريق للمخالفين فهم حفزوا البقية من أصحاب الإخلاص الغير متمكن للانحراف والانجراف إلى التكاسل فزادوا الطين بلة لن تجف ..
ويبقى المواطن في انتظار اليوم الذي يصبح فيه كل المسؤولين يذللون العقبات , ويحلون المشاكل , ويجددون في النظام بما يتوافق مع ديننا وتقاليدنا ليكسبوا الثواب ودعوات المغلوبين ..
لم يبق إلا أن نحمد الله على سلامة والدنا خادم الحرمين الشريفين , ونسأله بأن يعيد لنا الرجل الذي ينطق الحلول أفعالاً , ويرحم من عشقوه نساءً ورجالا ..