المهم ما تفكر فيه أنت
ننشغل كثيرا بما يقال عنا,نرهق عقولنا في إيجاد كلمات ساخنة وردود أفعال قاسية,نتلفظ بها لكل من هاجمنا,نسترجع كثيرا من مواقفنا نلوم أنفسنا لعدم دفاعنا عنها في الوقت المناسب,نحذر دواتنا من التمادي بسذاجة في تعاملنا مع غيرنا,نجبر ألسنتنا على التفوه بكثير من الجمل التي تعبر عن قوتنا وسلطتنا كسلاح يحمينا عند الحاجة ,كثيرا ما نسرف في التفكير في كيد أعدائنا ,كثيرا ما يفكر أعداؤنا بتحطيم كل شيء يمكنه أن يساعد في تقدمنا ,نضيع الساعات بل الأشهر والسنوات في محاولة تنافسنا مع أعدائنا ونيل الفرص للقضاء عليهم وتشتيت شملهم ,يراقبون هم أدق تحركاتنا,يحاولون تفسير كل سلوكياتنا ,يقومون بتحليل شخصياتنا ومضاعفة نقاط الضعف في دواتنا,مستمرين هم في ملاحقتنا ..مستمرين نحن في بناء كثير من الدهاليز لتمويه حركاتهم,أسرارنا بالنسبة لهم أهم من أسرار حياتهم ,طوال وقتهم تجدهم يترصدون جميع إيحاءاتك ,ما يشغل كل تفكيرهم هو الحط من شأنك وتحطيم كل نجاحاتك والقضاء على قدراتك و أخيرا يتمنون وفاتك.
فادا كانوا حضرتهم يرهقون عقولهم بكل ما يخص شخصك ويهدرون أوقاتهم في التفكير في حياتك,فلابد أن تشكرهم لأن كل ما يهمهم هو شخصك,بل يجب أن تغدق عليهم الكثير من الهدايا لأنهم فرغوا أنفسهم من أعمالهم ..لأنك أصبحت في نظرهم عملهم الأساسي,إنهم أخلص من الصحافيين في أداء عملهم والتسابق على أخد أخبارك بكل شرف وفي حضرة شهود,أنهم عكفوا على كتابة أدق تفاصيلك في حبر أفكارهم,لا يركزون هم في أعمالهم,يهدرون أهم لحظاتهم ويضيعون كثيرا من فرص نجاحاتهم,لأنهم لا يريدون أن يعملوا بجد و الأكثر من دلك أنهم يغضبون ويسخطون لنجاح غيرهم ,فالأسوأ في طبيعة دواتهم هو أنهم استقالوا من ورشة أعمالهم ويفرضون على غيرهم تقديمها أيضا,أما دورك أنت ..فلا تحاول عزيزي أن تضيع ثانية في الرد على قبحهم أو حتى التفكير في التصدي لصفعاتهم,بل اجعلها دوافع تشجعك على التقدم والتواصل في أداء عملك على أكمل وجه,احذر عزيزي أن تصعد سلما مكسورا بل حاول إصلاحه أولا ثم الصعود إليه حتى يوصلك إلى بر الأمان.
أخيرا:آدا كان هم بعضهم هو أن يشغل فكره بكل خصوصياتك ,فاعلم ا نالاهم هو طريقة تفكيرك آنت فهي ستقودك إما لخسارتك أو لبداية موفقة لمشوار حياتك.
قبل الأخير:لا تكن نسخة مطابقة لتفكير عدوك بل كن أنت الأصل وغيرك الصور,حاول أن تساعد أعداءك بتقصي أخبار تطوراتك وسرد نجاحاتك.
صفحة من كتابي..عفوا لنرمم ذواتنا
نورا الحناكي