السعادة الغامرة
بداية وقبل كل شيء : لله الحمد أولاً وآخراً .. أحمد الله على إطلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله المفعمة بالأمل والحيوية إبان خروجه من المستشفى وتوجهه لمقر إقامته بنيويورك للنقاهة واستكمال العلاج الطبيعي ، وأود أن أقول بهذه المناسبة السعيدة : إن العارض الصحي الذي ألم به حفظه الله قد كشف عن ذلك الترابط المتين بين الشعب وقيادته الحكيمة ، وعن صادق الود والمحبة التي يكنها كل فرد في بلادنا الغالية للوالد الحاني وقائد المسيرة ، والملك الإنسان .. كشف عن ذلك كله دأبهم أول الأمر على الدعاء والتضرع للمولى عز وجل أن يعجل بشفاء خادم الحرمين الشريفين سلمه الله ، ويرفع عنه ما ألم به ، ويجعله طهوراً ورِفعة في الدرجات ، ولم تزل تضرعاتهم ودعواتهم متواصلة إلى حين لاحت الأنباء السعيدة عبر الديوان الملكي تزف البشرى بنجاح العمليتين ، وتماثله حفظه الله للشفاء، ثم مغادرته للمشفى محفوفاً بأبنائه ومحبيه الفرحين المستبشرين ، وكأنهم بذلك ينقلون لمقامه حفظه الله حقيقة المشاعر الفيّاضة والسعادة الغامرة التي عاشها المواطنون في بلادنا المباركة وحيثما حطت بهم الرحال ، ولمسنا أصداءها في الديار الإسلامية و كثير من بقاع المعمورة . حقاً إنه يوم فرح وسعادة للشعب السعودي ، وللأمة الإسلامية ، ونتأمّل ونرجو من الله تعالى جلّتْ قدرته أن يتم الفرحة ويكمل السعادة برؤيا قامته الشامخة على ثرى الوطن يُحَيِّي شعبه ويحيونه، ويبتسم لهم ويبتسمون له ، ويكمل قيادة المسيرة الزاهرة فيقابلونه بالوفاء والإخلاص والمؤازرة . ولن أنسى في خضم مشاعري الجياشة أن أبعث بالتهاني القلبية على تفضل الله تعالى بشفاء خادم الحرمين الشريفين وسلامته لمقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز و النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله ، وأسأل الله سبحانه أن يجعله شفاءً من كل داء ، شفاءً لا يغادر سقما .
كما أحمد الله تعالى على سابغ نعمه وواسع فضله على بلادنا المباركة ، حيث منحها موارد اقتصادية فياضة تُسْعِدُ المواطن ، وتَسُرّ الصديق ، وتفتح الباب رحباً في وجه النهضة والازدهار ، فالميزانية البالغة ( 580 ملياراً ) وهي الأعلى من نوعها في تاريخ المملكة العربية السعودية تعكس غزارة الموارد المالية من جهة ، ومن جهة أخرى حنكة قيادتنا الرشيدة التي اهتمت بالتنمية الوطنية الشاملة ، وعنيت ببناء الإنسان والاستثمار فيه لعلمها بأن الإنسان الصالح العالم المنتج هو الثروة الحقيقة الدائمة ، وما من شك بأن مضمار التعليم عامة والتعليم العالي خصوصاً من أهم ميادين بناء الإنسان ، وانطلاقاً من إطار عملي في عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة الخرج أقول : إن الرقم السخي المخصص لجامعة الخرج (000ر662ر624 ريال ) لهو رقم واعد ، يخبئ خيرات كثيرة لمنسوبي الجامعة وللمتقدمين إليها ، ذلك أن دائرة إعداد وتطوير إمكانات الإداريين وأعضاء هيئة التدريس تغدوا أكثر اتساعاً ، وأرحب آفاقاً ، كما أنه يسهم كثيراً في تفعيل الخطة الاستراتيجية التي يرعاها ويتابعها معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي وفقه الله ، وبالتالي تحقق الجامعة طموحاته في الريادة والتميز ، وهو ذاته أمل جميع منسوبي الجامعة ، بل ورغبة أفراد المجتمع .
وعملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : \" لا يشكر الله من لا يشكر الناس \" فإنني أوجِّه شكري أولاً لقادتنا الكرام وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على سخاء الإنفاق ، وحسن القصد . وأسأل الله تعالى للجميع السداد والتوفيق ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
الدكتور مبارك بن فهيد القحطاني
عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة الخرج