ويحك لا تفتحه !!
معشر القراء والقارئات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن الإنترنت قد حقق نقلة كبرى في حياتنا اليومية ، بل في دقائقنا وثوانينا ، لم تكن معهودة قبل خمسة عشر تقريباً !
وهذه النقلة تتنوع بتنوع مستخدمي الإنترنت
ولا أظن أحداً منا إلا وقد استفاد منه ، والفائدة تزداد أو تقل بحسب دخولنا للإنترنت
وأنا في مقالي هذا أفرض أن كل القراء المحترمين هنا هم ممن لا يدفعهم للدخول للإنترنت إلا الفائدة الحقيقية ، بغض النظر عن نوع هذه الفائدة
غير أن هنالك دروباً مزروعةً بالألغام التي قد تقضي على صاحبها إن لم يبعد عنها أو يحترز منها !
وأعني بذلك ما قد يعرض لبعضنا أثناء تصفحه لبعض المواقع ، والتي كان دافعه لتصفحها المنفعة فحسب ، غير أنه يفاجأ بظهور رابط أمامه يدعوه للدخول !
أو يفاجأ بظهور صورة تجلب غضب الرب جل وعلا تزين له الولوج إلى تلك الصفحة !
مع أنه لم يقصد ذلك ابتداء !
ولأجل ذلك فإنه ينبغي على كل أحد منا أن يحذر أشد الحذر ، وألا يستسلم لداعي الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء
ولا يقل : سأدخل لأرى ما في هذا الموقع !
أو يقول : سأدخله مرة واحدة فحسب !
أو غير ذلك من الدواعي التي يخادع فيها المرء نفسه عمداً أو جهلاً !!
إن الشيطان معشر الكرام لا يأتي لمن تربى في بيئة صالحة ليوقعه في موبقات الفواحش مباشرة ! ، ولكن يكفيه أن يُعَرِّفَهُ طريقَها في المرة الأولى !
فإذا وضع الواحد منا قدمه في هذه الطريق هان على الشيطان أن يجره إلى ما هو أبعد من ذلك أجارنا الله وإياكم من الشيطان وحِيَلِهِ ..
ولقد نبهنا على ذلك حبيبنا صلى الله عليه وسلم حين قال كما في الحديث الصحيح : \" ضرب الله تعالى مثلاً صراطاً مستقيماً ، و على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داعٍ يقول : يا أيها الناس ! ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه ! فإنك إن تفتحه تلجه ( أي : تدخله ) !! ، فالصراط : الإسلام ، والسوران : حدود الله تعالى ، والأبواب المفتحة : محارم الله تعالى ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله ، والداعي من فوق : واعظ الله في قلب كل مسلم \" رواه أحمد .
وقبل ذلك قال الحق جل وعلا :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
وعليه فإن ظهر لك رابط أو صورة أو غير ذلك فأعرض عنها فوراً ، ولا تتبعها !
وتذكر :
( ويحك لا تفتحه ! فإنك إن تفتحه تلجه !! )
وفقني الله وإياكم إلى صراطه المستقيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماجد بن محمد