يبحث عن ضحية ،وهو يعلم أنه هو الضحية
الحدث هو منبع للكلام والنقاشات دائما ،والمناسبة هذه الفترة هي مناسبة عيد الأضحى المبارك والعنصر الأهم هو قضية الأضحية، فلا يكاد ينعقد مجلس في هذه الأيام إلا ويتم الحديث فيه عن الأضاحي وتزايد الأسعار، والبحث عن الأقل طمعا من تجار الماشية في سبيل الحصول على الأجر والمثوبة من الله العلي القدير
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(عظم الجزاء مع عظم البلاء وإنّ الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) . رواه ابن ماجه
تجار الماشية ينتظرون مثل هذه المناسبات لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، وهذا ليس بمستغرب لدينا فكل مناسبة يقوم أصحابها باستنزاف هذا المواطن الممزق من كل اتجاه ، والذي زادت عليه الضغوط من كل حدب وصوب، ولن يرحمه احد له صفة العيش على هذا الكوكب ، ولن يلتفت إليه احد لأنه للأسف_ الجزاء من جنس العمل _ سوف يقوم بمثل هذا الصنيع لو كان له من الأمر شيء .
والسؤال الذي يطرح نفسه ويبقى بدون إجابة شافية وكلا يبحث عن إجابته كما يحلو له وكما يدرك الوضع من حوله .
إلى متى ونحن على هذه الوضعية وهذا الاستغلال لبعضنا البعض ؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري و مسلم ، أين نحن من هذا الحديث للأسف أننا ابعد ما نكون عن هذه التربية الإسلامية الهادفة.
تتراوح أسعار الأضاحي ألان -حسب أحاديث مجالسنا العامرة بالمواضيع الهادفة والنقاشات الراقية والبعيدة عن الغيبة والنميمة والخالية من مواضيع التشكي من الأوضاع والغلاء الفاحش - في المتوسط عند 1600 ريال تقريبا وكلا يقوم بتوصية الأخر سواء البائعين بعدم التخفيض واستغلال هذه المناسبة أو من المشترين باستغلال الفرص المناسبة للشراء كيوم عرفة أخر النهار أو أيام العيد بناء على تجاربهم وخبراتهم الشخصية لانخفاض الطلب .
بالطبع فإن حماية المستهلك تقوم بدورها على أكمل وجه وهي تؤكد لنا بين فترة وأخرى بأننا لا نعرف المسمى الحقيقي لها وهو حماية المستهلك بفتح ما قبل الأخير وليس بالكسر، فكل سلعة لا تبقى على سعرها بل تزيد بفضل هذه الحماية فإلي متى يا جهاتنا التنظيمية والرقابية ؟ ألا يمكن توفير حلول لهذه الأسعار المتزايدة ؟ ألا يمكن تحديد هذه الأسعار وتقنينها بتحديد البيع عن طريق الوزن حسب النوع أما أن هذا الأمر يتطلب شراء ميزان لكل بائع وسوف يقوم أصحاب الموازين برفع أسعارها أيضا وهكذا دواليك
أم ننتظر وندعوا أن يصل سعر الشعير إلى 200 ريال حتى يقوم أصحاب الماشية بتصريف ما يملكون لعدم القدرة على تكاليفها ليأتي من هو اشد وطأ وهم التجار ويقومون بالسيطرة الكلية وبذلك تحلم بان تستمتع باللحم الأحمر ويكثر حضور الزواجات والمناسبات العامة وان نردد (رحم الله الحجاج عند ولده).
اعتقد ان مجتمعنا صعب .....صعب ......صعب ...........للأسف
مصلح عبيد العنزي