أين الصقور ؟
القمة مكان عال , ومطلب غال ، ولكنه لا يصل إليه إلا أصحاب الهمم العالية ولا يرتقي على هامة المجد إلا الصادقون , فمهما كانت مشقة الصعود وكثرة الأخطار فهي تذوب في سبيل نيل المعالي وصعود القمم وكما قيل : بقَدْر ما تَتَعنَّى ، تنالُ ما تتمنَّى
عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب
انظر إلى تلك الصقور الجارحة أين تسكن ؟ وانظر إلى تلك الضفادع التي اتخذت المستنقعات لها نهاية الأمل ومكان الاستقرار .
إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا ، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة
سيروا فإن لكم خيلا ومضمارًا *** وفجروا الصخر ريحانًا ونوَّارًا
سيروا على بركات الله وانطلقوا *** فنحن نُرْهِف آذانًا وأبصارًا
وذكرونا بأيام لنا سلفت *** فقد نسينا شرحبيلا وعمارًا
وكما قيل من كان بدايته محرقة كانت نهاية مشرقة
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها *** تُنال إلا على جسر من التعب
سأل الممكن المستحيل فقال له : أين تسكن ؟ فقال: في أذهان العاجزين .
كل داءٍ في سقوط الهمم *** يجعل الأحياء مثل الرمم
نامت الأُسْد بسحر الغنم *** سمَّت العجز ارتقاء الأمم
وأخيراً طلق الكسل والخمول ثلاثاً بلا رجعة واصعد بكل ثقة ولا تكثر الالتفات فتسقط في تلك المستنقعات ......
مساعد العامري