ماذا لو
/COLOR]
دعونا نتخيّل مسؤولاً وضعت الدولة بيده مبلغاً ضخماً من أجل ترميم مبنى , وليكُن هذا المبنى مدرسة مثلاً , أو مُستشفى أو أي مبنى يجمع عدداً كبيراً من الأنفس بين جنباته
والكل يعلم أن هذا المبلغ سوف يُصرف على كذ وكذا وكذا !
برأيكم عمليّة الترميم ماذا تشمل !
أتخيّل أن العمليّة هي عملية تقشير كامل للمبنى حتى تخرج أضلاعه للعيان ( قواعده طبعاً )
ثُم يُعاد صبّها من جديد وحتى تتم هذه العمليّة يجب أن يكون المُهندس المسؤول ذو ذمة وضمير يقظ بشكلٍ كبير جداً , وأن يكون نزيهاً وذا عفة وزُهــد لأنه يعلم أن هذه المبالغ الضخمة يجب أن تُصرف في مكانها الصحيح , وأن يكون لديه حس تجاه مجتمعه وأبناء مُجتمعه , والأهم من هذا وذاك أن يكون مُدركاً لعواقب ( الغشغشة ) وشغل ( مشي حالك يا عم ..... و .... )
فماذا لو .... !
جاءت أمطار غزيرة أو عاصفة قوية أدّت إلى انهيار هذا المبنى !
وكانت تلك الأنفس البريئة تتلقى تعليماً أو علاجاً أو أي شئ !!!
وفجأة يأتي الأهل على أشلاء ممزقة وأجساد طاهرة بريئة تقبع تحت أنقاض الطمع والجشع !
فجأة تتحوّل تلك الأجساد الطاهرة إلى قضية وسيف مُسلط على رقبة ذاك المسؤول أو هؤلاء !
كم عددهم .....
كبير جداً
الكل مُتورّط .. المقاول والمُهندس والعمّال المغلوب على أمرهم أو غير مغلوب ... لا يهم !
وذاك المسؤول الذي يقبع خلف مكتبه ممُسكاً بالميزانية يضمها إلى صدره وكأنها جزء من راتبه الشهري !
كأنها مصروف أولاده يخشى عليها يعض عليها ... يهوي بكل يد تمتد إليه ويصرخ ويتوعّد
يشتري أرخص البلاط وأسوأه , وأسوأ المواسير وأسوأ المغاسل والمراحيض ....
بعد الترميم تجد كل شئ يتسرّب المياه في كل مكان وكأنه لم يمر عليها مُهندس ...
والأبواب تتكسّر حتى مع أرق الأيدي وأنعمها ...
والدهانات وجه واحد فقط ... أسودّت وتغيّر لونها مع كراسي بسيطة تتحرّك هنا وهناك!!
والأفياش عددها محدود .. غرفة ثمانية أمتار باثنتي عشرة متراً لا تحتوي إلاّ على فيش واحد خط 110 لا يشحن حتى جوال أبو كشّاف !!!!
تنظر إلى المبنى وتتساءل كم صُرف عليه ..
تُخرج حاسبة جوالك وتضرب أخماساً بأسداس ..
فلا تصل لربع الواقع الذي تراه عياناً بياناً !!
ماذا لو ....
تم حصر وجرد ومُراقبة شديدة من قبل ذوو الذمة والضمير , حتى يكون كل شئ كما خُطّط له من قبل الدولة !
ماذا لو ....
تمت مُحاسبة كل متورط في ميزانيات الأموال العامة !!!
هل سنرى من يتجرأ لأن يؤمن بالمثل ( امسك لي واقطع لك ....... ! )
فوزية فواز ـ الخرج