تعب ومنقود
لايخفى على الجميع ما للمربي من دور مهم في عملية بناء المجتمع والتأثير على أفرادة.فالمربي هو العامل الوحيد المؤثر في تغيير الواقع لمن هم تحت إمرته وسلطته وهذا التغيير لا يأتي بأسلوب تلقي المعلومة فقط لأن المعاملة لها النصيب الأعظم في التغيير وقد تكون هذة المعامله أسرع من ناحية الأستجابة من تلقي المعلومة.والمعاملة هنا تأتي بمعنى( القدوة الحسنة).
أيها المربي إن موضوع القدوة جدير بالإهتمام فليس التعليم كما قلنا بالمعلومة التي يتلقها تلاميذك فقط ولكن هذه المعلومة قد تحتاج إلى عمل تتجلى على شخصيتك لذالك عليك أيضا أن تدرك أنك مراقب ممن حولك في تصرفاتك وحركاتك فلا تأمر بشيء وتأتي بالنقيض فلا تكون هناك استجابة فيقال لك كما قيل (تعب ومنقود) ولعلي أضرب هنا مثلا لأولئك الذين يعملون بمقولة (تعب ومنقود) لو أنك حضرت محاضرة تتحدث عن التدخين وأضراره وقد رأيت هذا المحاضر يلقي بحماس منقطع النضير مستعينا بأدواته ووسائله المساعدة في التحذير منه حتى حدثتك نفسك وقلت من كان بيننا يدخن ولا يقلع بعد هذا الترهيب من المحاضر قد يكون إنسانا فيه( غباء) .وبعد برهة من الزمن توقف المحاضر فجأة وأعطى الحضور وقتا لراحة على أن تكملوا بعد وقت الراحة وفي أثناء الراحة شاهدت هذا المحاضر يخرج سيجارة من جيبه ويشعلها على مرئ منك وممن حضروا . أكاد أجزم أن نظرتك تجاه الذي أتهمته بالغباء إن لم يستجيب لهذا المحاضر قد تنقلب على هذا المحاضر وتتهمه أيضا بالغباء.وأكاد أجزم أيضا أن هذا المحاضر قد يلملم أدواته ووسائله التي استعان بها مستعدا للمغادرة بعد وقت الراحة (محد معطيه وجه) لأن الحضور اختصروا وقت المحاضر بمجرد رؤيتهم له وهو يدخن فقد يستغشوا ثيابهم ويغلقوا أذانهم منه وكيف لهم أن يأخذوا النصح ممن قال الله فيهم أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم .إن القول لابد أن يتبعه عمل وهذا ما نجده في قول الله تعالى (يا أيها الذين أمنوا لما تقولون مالا تفعلون). إن موضوع القدوة موضوع مهم في الحركة العلمية من ناحية فهم المعلومة تطبيقها على أمر الواقع بحركة عملية وأيضا مهمة من الناحية الوظيفية في زيادة الإنتاجية لدى الموظفون إن هم أمعنوا النظر إلى قدواتهم ووجدوا منهم الإخلاص والتفاني في العمل أيضا مهمة من الناحية الأخلاقية لدى المربون وأولياء الأمور وهو أيضا ما نحتاجه في الدعوة إلى الله عزوجل.
إن على المسؤولين والمربين الإهتمام بهذا الموضوع من خلال بيان الأهمية واستخدام هذا النهج أن هم أرادوا الأهداف المنشودة ويتركوا عنهم حب السلطة والتسلط و الإتكالية في أداء الأعمال المنوطة بهم وأن لا تتخالف الأقوال مع الأفعال.
ومضة:
لاتنهى عن خلق وتأتي مثلة
عار عليك إذا فعلت عظيم