رحيل الرمز أبو سلطان
اليوم، نودّع أحد تلك الوجوه.. نودّع الاستاذ/عبدالرحمن السعيدي "أبو سلطان"، الرجل الذي ما مرّ في مكان إلا وترك فيه ضوءًا.
لا أكتب هنا عن مسؤول أو وكيل مدرسة فحسب.. بل عن رجلٍ كانت المدرسة تتنفس من خلاله. كانت الممرات تعرف خطواته.. وكان الطلاب قبل المعلمين يعرفون أن في هذا الرجل شيئًا من الطمأنينة، وشيئًا من الطُرفة التي تهوّن الطريق، وشيئًا كثيرًا من الحنان والهيبة معًا.
كان إذا مرّ، ابتسمت الأرواح. رجل لا يصطنع البشاشة.. ولا يختبئ خلف قناع. رجل صادق، بسيط، عملي، لا يعرف التصنّع، ولا يهوى الكلام الكثير، لكنه إذا تكلم، ضحكت القلوب قبل الوجوه.
في زمنٍ تتكاثر فيه الأقنعة.. كان أبو سلطان وجهًا حقيقيًا.
عرفته المدارس وكيلاً، لكننا عرفناه إنسانًا. لم يكن يعيش بيننا فقط، بل كان يعيش لنا. حاضرٌ وقت الحاجة، صامتٌ وقت الضجيج، ويكفيك أن تسأل أي طالبٍ من أولئك الذين مرّوا به: كيف كان عبدالرحمن السعيدي؟ ستجد الإجابة تأتيك في ابتسامة صادقة، تسبقها كلمة: "كان طيب."
ويا لها من شهادة.
رحل أبو سلطان، لكن روحه ستبقى معلّقةً في جدران المدارس التي مرّ بها، في ذكريات زملائه، وفي قلوب طلابه.
رحمه الله رحمةً واسعة، وجعل الجنة مثواه، وجعل صبر أهله ومحبيه سهلاً كوجهه الجميل الذي ودعنا به.
الكاتب /سامي الحمود