ظاهرة خطيرة
فهيد ظافر
لننظر إلى تلك الظاهرة التي لها رواج وقوة في تمزيق بناء المجتمع وتأخره وتشتته بنظره واقعيه تنتج عمل توعويا وتوجيهيا يزيد من فهم المجتمع لخطر تلك الظاهرة التي نهى عنها الدين الحنيف بل وشدد النبي صلى الله عليه وسلم في إنكارها فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاّ بِالتَّقْوَى( وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضبُ لعَصَبَةٍ أو يَدْعُو إلَى عَصَبَةٍ أو يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). أخرجه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ) . وتلاحظ من خلال النصوص أن المرفوض في الإسلام التعصب للقبيلة أو الجماعة لان الإسلام لا يخالف احتياجات الإنسان الفطرية مثل حاجة الإنسان للأمن أو لتقدير و الاحترام أو للأشياء الأساسية من مأكل أو مشرب فكذلك من حاجات الإنسان كما يقول علماء النفس الانتماء لعائلة أو قبيلة ويتضح ذلك فقول النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق ( أنا النبي لا كذب أنا إبن عبد المطلب ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين (إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) فالمنهي عنه التعصب واحتقار الناس وظلمهم والنظر إليهم بنظره دونيه ووضيعة وقد قرأت كلمة جميلة لكاتب قال فيها ( ليس خطأ أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه، ولكن الخطأ أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر أو يتخذ ذلك سبباً للتعالي والتكبر على الآخرين أو التفريق بين عباد الله المسلمين وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب. ليس محموداً للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده فما بالك بما ليس من كسبه ومالا جهد له فيه ؟! )انتهى. وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرار، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه ) أخرجه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم وهو يودع ألامه في خطبة الوداع (أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب.).
اللهم هل بلغت فليبلغ القارئ الغائب .
هذا وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما كثير