نورة العبدالله .. الإنصات والإستماع والإصغاء
فالاستماع هو إدراك ما يقوله المتحدث بحاسمة السمع فقط وهي الأذن -دون قصد التركيز معه-.
وأمَّا الإنصات فهو السكوت للاستماع للمتحدث -قصد الاستماع-.
ويلاحظ أن الإنصات يتطلب من المنصت تركيزاً أكثر على ما يقال، حيث أن الفرد يمكنه الاستماع لأكثر من شخص، ويمكنه الاستماع وهو يتحدث أيضاً، ويمكنه الاستماع وهو شارد الذهن، كما يمكنه الاستماع وفكره مشغولاً بأمور أخرى غير تلك التي يسمعها.
ويشترك في الاستماع والإنصات إمكانية تحقيقهما دون مُشاهدة المتحدث، فيُمكن مثلاً أن نستمع إلى الراديو، وننُصت له، أو أن نستمع إلى متحدث في غُرفة مُجاورة لا نراه بأعيننا .. إلخ.
أما الإصغاء فهو الاستماع إلى المتحدث وله، أيّ أستمع له وإليه، فالاستماع له يكون بحاسة الأذن، أما الاستماع إليه فهو في حاسة العين، لأن العين تنقل للمصغي التعبيرات التي يرغب المتحدث في إيصالها للمستمعين، عبر حركاته التعبيرية للوجه، العين، اليد، الأطراف، وغيره.
ومن خلال ما سبق يمكن استخلاص أن الإصغاء هو أعلى مراحل تواصلك مع الآخرين، وأن تعريف الإصغاء هو التوجه نحو الآخرين ونحو ما يحاولون التعبير عنه، ويبدأ الإصغاء بفهم الإطار العام لما يدلي به المتحدث وما يتضمنه هذا الإطار داخلياً، وإرسال استجابات بناءه من المُصغي تُساعد المُتحدث على التعبير عن أفكاره ومشاعره، مع التركيز على الاستماع لكل ما يقال، وليس التركيز على ما تود سماعه فقط.
يعتبر الإصغاء جزء هام من الاتصالات الإنسانية الفعالة وهو مهارة هامة لتحقيق اتصال جيد، ومعرفة قدرات الآخرين، والتخفيف من غضب المتحدثين، ورفع معنوياتهم، والتعرف على الحقائق الهامة من الأحاديث الطويلة التي يدلي بها الآخرين، وبناء عليه فإنه لا يمكنك تحقيق تواصل جيد واتصال جيد مع الآخرين بدون موهبة الإصغاء الجيد لهم."