الحركات المتأسلمة ( ١) ... فهد ديباجي
ابتليت الشعوب الإسلامية بنظام عالمي حاقد يبذل كل جهده للتضييق على المسلمين وتفريق شملهم بتصدير الافكار الشاذة من جديد في الداخل ، والأحزاب والحركات المتأسلمة لا تقل خطورة عن هؤلاء لغايات وأهداف حتمًا غير إسلامية .
العلاقات الحزبية فيما بينها لم تعد محكومة بالمسلمات الأيديولوجية، والأفكار المسبقة، ولم تعد هناك خطوط حمراء، أو محرمات في تلك العلاقات، وباتت التحولات والتنازلات والتوافقات مرتبطة بالمصالح أكثر من ارتباطها بالإسلام ووسطيته ومنافعه للناس ، واللافت أن في كثير من الأحيان أن التحالف بين بعض الأحزاب والحركات المنحرفة للدرجة التي أصبح فيها الكثيرون أسرى لما يُطرح دون رد أو تفكير أو تحميص.
حاول الغربيون والشرقيون والصهاينة تشويه سمعة الإسلام والمسلمين لتقويض وحدة المسلمين وتشكيك المسلمين بدينهم وإضعافهم، وبث سمومهم الخبيثة من خلال مجموعة من الأدوات التي يرون أنها كفيلة في القضاء على الاسلام والمسلمين، ومن أشهر هذه الأدوات المحمومة: دعمهم ورعايتهم للجماعات والحركات والأحزاب المتطرفة ومنها الطرق الصوفية ، إلا أننا نجد اليوم دعمهم ورعايتهم على مستوى عالي ومباشرا لم يعد خافيًا.
حاليًا نجد دعم غير محدود لكي تحضى الطرق الصوفية بفرصة كبيرة ( نشأة وتكوينًا وتوظيفًا سياسيًا ) ،وتمت المراهنة عليها بعد فشل و انكشاف دور الحركات المتأسلمة في مرحلة ما بعد الثورات العربية.
"لا تخافوا سائر الإسلاميين، خافوا السلفيين"بهذه العبارة الموجزة لخص الغرب" هواجسهم حول " الخوف من الإسلام" ، ومن هنا وظف الغرب مراكزه وبحوثه ودراساته المتخصصة في المجالات الإسلامية لبناء حركات وجماعات وأحزاب تتسيد الدول الإسلامية بعيده تمامًا عن الإسلام ومقاصده .
لقد كان مبعث الاهتمام الغربي الكبير بالصوفية، والفئات الأخرى؛ هو البحث عن شريك داخل جسد هذه الأمة يمكن أن تنفذ من خلاله استراتيجياً إلى تحجيم وإبعاد التيارات السلفية التي تقف حجر عثرة أمام هيمنتها على المسلمين ومسعاها لإقصاء الإسلام من حياتهم. وقد وجد الباحثون من الغرب هذه الضآلة المنشودة في الصوفية.
الفرق المتصوفة و بقية الحركات والأحزاب الشيطانية على امتداد العالم الإسلامي، هم أكثر المجموعات التي يسهل استيعابها وانخراطها في المشروع الغربي لمواجهة المد السلفي والإسلام الوسطي الصحيح ؛ لما يتمتعون به من رغبة قوية واستعداد ذاتي للالتقاء والعمل مع الآخرين من أجل إقصاء "السلفية" من واجهة التأثير في العالم الإسلامي.
ابحثوا في تاريخ الاستعمار العام، واستقصوا أنواع الأسلحة التي فتك بها في الشعوب، ستجدوا أشدها في استعمال هذا النوع من الأسلحة الخطيرة تحتاج منا التأمل والتوقف عندها لردع أثرها وتبيان خطرها والتحذير منها•