عبدالله الغامدي صاحب البصمة والاثر في التأهيل القيادي الكشفي .... مبارك عوض الدوسري
لقد تعرفت على القائد الكشفي عبدالله بن شويل الغامدي قبل أكثر من ثلاثة عقود كشافاً ثم زميلاً واستاذاً ، ولازلت حتى اليوم أتعلم منه واستنجد به في كثير من الأمور ، فوجدته خلال تلك السنوات شخصية تبحث عن التميز والتفكير خارج الصندوق ، ويتسم بصفات عدة من أهمها ذكائه الاجتماعي ، ورصيده الثقافي ، وقدرته على الحوار والنقاش بلباقة ، مرح وبشوش ، يُفكر بموضوعية وعدم تحيز ، لديه ثقة عجيبة بالنفس ، وقدرة على الاتزان الانفعالي ، مُلهم ، يهتم بالفريق الذي يعمل معه ، ويتصرف بحكمة في المواقف ، لديه القدرة على التفاوض والتواصل والتأثير والإقناع.
ومن الرسائل التي تلقيتها منه واصبحت أضرب بها المثل في كل مناسبة تتعلق بالقيادة ، أن كُنا في إحدى المناسبات الكشفية في القاهرة لاجتماعات اللجان الكشفية العربية الفرعية ، وكنا أعضاء فيها وخلال احد الاجتماعات الاجتماعية الغير رسمية طُرح سؤال من أحد الجوالة الحاضرين مفاده كيف يمكن أن أصبح قائداً متميزاً ؟ ، فأدلى كُل بدلوه ، حتى جاء الدور على أستاذنا عبدالله الغامدي ، الذي طلب أن يكون هو الأخير ، وبعد أن استمع للجميع ، تحدث بلباقته المعهودة وأثنى على كافة الآراء ، ووجه رسالته الخاصة لذلك الجوال والتي أتذكر أنه جاء فيها : انك لكي تصبح قائداً متميزاً لابد أن تضع لنفسك معايير عالية ، وأن تعمل جاهداً للوفاء بتلك المعايير ، وأنه كلما زادت كفاءتك في الحصول على النتائج زادت الفرص التي ستحصل عليها – فكانت خاتمة مميزة للنقاش علق الجميع عليها بالشكر والثناء .
لقد صنعت الكشافة السعودية منذ تكوينها رسمياً عام 1381هـ ، العديد من القادة الكشفيين الناجحين ، لكن من وجهة نظري المتواضعة ، أن عبدالله الغامدي واحد من القلائل الذين تركوا بصمة وأثراً في التأهيل القيادي الناجح ، الذي يتفق والسياسة العالمية لتنمية القيادات .
مبارك بن عوض الدوسري
mawdd3@