د. عبدالرحمن بن هلال الطلحي .. يوم سعيد للوطن
ان الاحتفاء بيوم وحدة الوطن هو تعبير تلقائيٌّ يُبْدِيه كلّ مواطن ومواطنة، تجاه يومِ سَعْدٍ للمملكة العربية السعودية، وبشائرِ خير وعزّ، حصل معه الاتفاق والائتلاف، وصَلُح به أمر البلاد والعباد، واجتمعت الكلمة تحت راية واحدة، راية التوحيد، راية جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، الذي حمى حدودها، ووحّد ربوعها، وضمّ بين حناياها خِيرة البقاع وأشرفها، واعتلى بكيانها، وسهر على مصالحها، واستنهض همم أبنائها وبناتها، حتى علا بحمد الله شأنها، واسْتَتَبَّتْ أركانها، وترسّخت مكتسباتها، وكل ذلك بفضل الله تعالى، ثم بإرادة جلالة الملك المؤسس رحِمهُ الله وعزيمته، وها هي ذي المملكة شامخة البنيان، واسعة الأرجاء، زاخرة بالخيرات والأمان.
وتتواصل المسيرة المباركة مِن بعدِه رحمه الله، ويتعاقب الملوك الميامين على مقاليد الحكم، وكلُما غاب مَلك عظيم ، خَلفه مَلِك مثله ، ولكلٍّ منهم خُطّة واجتهاد، ونظرة إلى الـمُثُل العليا، يرنو من خلالها إلى مزيد من إعلاء شأن بلادنا المباركة، حتى آلت المقاليد إلى خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، فوضع نُصب عينيه -كما قال-: «السعي نحو التنمية الشاملة وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها، والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات ومِيزات، لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية، والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته». وبذا يجمع بين الأصالة والتطور، والحزم والعزم، واعتماد نمط تنموِيّ أفاد من الماضي، واعتبر الواقع، واستقرأ إيحاءات المستقبل، فازدهر عهده بألوان المعرفة والمدَنِيَّة والإنسانية التي انتظمتها وصاغت برامجها الرؤية السعودية 2030 التي بادر ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله إلى تأسيسها وإطلاقها، بما انطوت عليه من توجهات إصلاحية في سياقٍ نوعي، عبّر عنه سُموّه فقال: "طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة، في التوظيف والرعاية الصحية والسكن والترفيه وغيره"
إن اليوم الوطني شعلة وضاءة، تلقي بأنوارها على أجمل ما في الماضي، وتقف بنا على أفضل ما في الحاضر، وتدفع بنا للتمسك بما تَحَقَّق من مكتسبات، وبخاصة اللحمة الوطنية، والانتماء الوطني، والولاء لقيادتنا الرشيدة، إضافة إلى هذا الكيان المهيب الذي لم يزل والحمد الله يعتلي مراقي التطور والازدهار والشموخ في الحضارة والمدنية. لذا يحق لنا أن نُديم الاعتزاز ببلانا المباركة، وبيومها الوطني، متذكرين جهود مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، والمواقف البطولية له ولجميع المخلصين الكرام من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، سائلاً المولى جلّ وعلا أن يديم عِزّ بلادنا وأمنها واستقرارها، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين اللذين أرفع لهما أسمى التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني الأغر، راجياً الله تعالى لهما ولوطننا العزيز دوام الرفعة والشموخ.