عبدالعزيز عبيد العنزي...( قيادة التغيير )
عملية قيادة التغيير تعد العصا السحرية لنجاح الإدارة الإستراتيجية في معظم المؤسسات الحديثة . يدرك قادة التغيير أن البحث عن عناصر الثقافة التي تتماشى مع التغيير أهم من تغيير الثقافة نفسها .إن عمليات التغيير الناجحة تبدأ من القمة ، مع المستويات الإدارية العليا وذلك لدعمهم .وغالباً مايفشل أي مخطط استراتيجي عند تجاهله أهمية إشراك جميع المستويات الإدارية في عمليات التغيير واستغلال قدراتهم وخبراتهم ويركز عادة المديرون على تحقيق أهداف المؤسسة الإستراتيجية على الجانب العقلي ولابد من تحفيز الفرد ومخاطبة قلبه اضافة إلى عقله ، ليشعره ذلك بأنه جزء من شيء مهم فيلتزم بتحقيقه، العديد من القادة يؤمنون أن سلوكيات الأفراد ستبدأ بالتغيير بمجرد تحديد عناصر النظام الرئيسية كالتوجيهات والحوافز ، في حين أن عليهم التنبه إلى أن العامل الأكثر أهمية لنجاح أي عملية تغيير هو دراسة سلوكيات الأفراد ومن ثم وضع استراتيجيات وأفكار جديدة بمشاركة الجميع ، فالأفراد لايؤمنون بحقيقة إن لم يروه يحدث في أعلى المستويات الإدارية ، ويخطي القادة في كثير من الأحيان عندما يعتقدون أن رسالة قوية عن التغيير ستكون كافية للتغيير ، في حين أن التغيير القوي يتطلب مشاركة القائد المستمرة في هذه العملية .عادة ماتضم كل مؤسسة مجموعة يطلق عليهم اسم *القادة غير الرسميين * يمتلكون سمات شخصية أو خبرات تجعلهم قادرين على قيادة الأخرين ، والمؤسسة القادرة على تحقيق النجاح في عمليات التغيير هي المؤسسة التي ستتمكن من احتواء هذه القيادات ، توظيف قدراتها إن إقناع الناس بتغيير سلوكهم لن يكون كافياً إلا بوجود أنظمة رسمية كالهيكلة وأنظمة المكافآت والتدريب والتطوير ، لمساندة هذه المشاركة ومعالجة أي تقصير . قادة التغيير هم القادرون على دعم الحلول الإيجابية المبتكرة ومكافأة الإبداع والتميز . العديد من المؤسسات التي تخوض في عمليات التغيير تفشل في قياس نجاحها قبل المضي قدماً حيث تلهي حماسة القادة عن تقييم الأنجازات وبالتالي معرفة نقاط النجاح والفشل ودراسة الخطوات القادمة فتحرم المنظمة بذلك من المعلومات اللازمة لدعم عملية التغيير وهذا يساعد القادة على تحقيق التغيير المستدام .يمكن أن يكون هذا العمل شاقا ولكن الحاجة إلى التغيير أصبحت أكثر إلحاحاً ، ومن واجبنا جميعاً أن نعمل على إحداث هذا التغيير والسعي نحو المستقبل أقوى وأكثر فعالية وأكثر ازدهاراً ، يقول التربوي فولان "ليس كل تغيير يعني تحسيناً ولكن كل تحسين يؤدي إلى التغيير "وتلك هي رسالة قائد التغيير الفعال .