ريم علي المطيري .....نقاء القلوب
نقاء القلوب هو خلوها من الشوائب وأيضاً يقال نظافتها.
نقاء القلوب هو صفائها من الغش والحقد والحسد والكراهية.
إنه خُلقٌ من أخلاق الإسلام العظيمة الراقية يحث على محبةِ الخير للآخرين وبذل الجميل والمعروف وكف الأذى عنهم في الأقوالِ والأفعال،فما أحوجنا إلى صدورٍ سليمة وقلوبٍ مطمئنة ،فالقلوب هي منبع الشعور والمشاعر ومصدر العواطف والأخلاق ، إذا صلحت صلحت كل الأعمال والأخلاق، وإذا فسدت فسدت كل الأعمال والأخلاق .
إن نقاء القلوب وطهرها من صفات الأنبياء والمرسلين فهم أطهر الناس قلوباً وأنقاهم سريرة ، هم من أحبو الخير لأقوامهم وأممهم وبذلو أنفسهم وجهدهم لتعليمهم وهدايتهم .
قال تعالى عن نبيّه ابراهيم ( وإن من شيعته لإبراهيم ، إذ جاء ربه بقلبٍ سليم ).
وكذالك نبينا محمدصلى الله عليه وسلم فقد منّ الله عليه بانشراح الصدر وسلامة القلب .
فقال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي انقض ظهرك ، ورفعنا لك ذكرك )
إن من أهم أساب سلامةِ القلوب هو التعلّق بالله وحده دون أحدٍ سواه فهو مصّرف القلوب ومدبّر الأمور، وطاعته والإستجابة لأوامره، والإقبال عليه بالدعاء أن يجعل قلبك سليماً خالياً من الكراهية والحقد، وكذالك قراءة القران الكريم الذي أنزله الله شفاءً لما في الصدور، وافشاء السلام فهو عنوان المحبة والإخاء والنقاء بين الناس ، والإحسان الى الفقراء والمحتاجين فهو تطهير من الذنوب والعيوب ، وإصلاح ذات البين فلا ينبغي ترك المشاكل والصراعات تتكاثر وتدوم العداوات حتى توغر الصدور وتمتلئ القلوب حقداً وبغضاء.
إن القلوب إذا تنافر ودهــا *
مثل الزجاجة كسرها لايجبرُ
فإن حُسن الظنِ وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل أفضل من سوء الظنِ بالناس وغرس الكراهيةِ في القلوب .
لذالك وجب التغاضي عن الزلات والتماس الأعذار وإقالةِ العثراتِ ومحبة الخير للجميع .
إنّ الذين امتلأت قلوبهم بالتقوى والإيمان ، فاضت بالخير والإحسان فهو من نفسه في راحة والناس منه في سلامة، أما صاحب القلب المريض والخلق الذميم فهو من نفسه في عناء والناس منه في بلاء.
حفظ الله لنا قلوبنا نقيةً بيضاء.