×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

سعود الحربي ...تطبيق المنهج ونظريات التعلم في الدارسات والابحاث

تاريخيا في بدايات القرن الميلادي العشرون ظهرت نظريات التعلم تلك المجموعة من نظريات التي تم وضعها وبقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الراهن وأول المدارس الفلسفية التي اهتمت بنظريات التعلم كانت المدرسة السلوكية رغم أن بوادر نظريات مشابهة بدأ العمل بها في المرحلة ما قبل السلوكية، والتي تكمن أهمية هذه النظريات في تفسر الطريقة التي يتعلم بها الإنسان من الطفولة، ثم الشباب، ثم الكهل.
لاحقا ظهرت تفسيرات متعددة للطريقة التي يتلقى ويستوعب ويفهم ويتعلم بها الإنسان، وهي طرائق ونظريات متكاملة إجمالا، وقد تتناقض في بعض التفاصيل، ولكنها مقاربات تفسيرية لنظريات التعلم من خلال عدة أوجه من دراسات وأبحاث تربوية لها أسسها العلمية وخطواتها المنهجية.
في مقالنا هذا نتناول أحد بعض تطبيقات وميادين المعرفة المهمة حول نظريات التعلم وهي نظرية التعلم السلوكية والتي تأثرت بالمدرسة السلوكية من وجهة تلك النظريات ومافسرها من أبحاث ودراسات، حيث تضمنت أفكارا كفكر ثورندياك الذي يرى بأن التعلم هو عملية إنشاء روابط أو علاقات في الجهاز العقلي وبين الأعصاب الداخلية التي يثيرها المنبه المثير، والأعصاب الحركية التي تنبه العضلات فتعطي بذلك استجابات الحركة.
وانطلق فيها من قانونيين وهما قانون المران وقانون الأثر فالاول يشير الى ان الروابط تقوى بالاستعمال وتضعف بالإغفال المتواصل؛ فيما أن قانون الأثر يعني بأن هذه الروابط تقوى وتكتسب ميزة على غيرها وتؤدي إلى صدور رضى عن الموقف إذا كانت نتائجه إيجابية.
كما أن المدرسة السلوكية بحثت في حقولها علماء كـ(بافلوف)، الذي لاحظ أنه كلما اقترن المثير الشرطي بالدافع السيكولوجي إلا وتكونت الاستجابة الشرطية الانفعالية، ورأى بأن المثيرات الشرطية المنفرة تشكل عوائق حاسمة للتعلم وانبناء الاستجابات النمطية.
فيما تعد نظرية التعلم البنائية أو التكوينية كما يطلق عليها في بعض الأحيان من أهم النظريات التي أحدثت ثورة عميقة في الميداين التربوية الحديثة خصوصا مع العالم جان بياجيه في نظريته الشهيرة النمو المعرفي ، والذي حاول انطلاقا من دراساته المتميزة في علم النفس الطفل النمائي أن يمدنا بعدة مبادئ ومفاهيم معرفية علمية وحديثة طورت الممارسة التربوية التي يعمل وينطلق منها في بعض الدراسات والأبحاث في وقتنا الحاضر.
وأنها نظرية تضع النمو كمحدد للتعلم وشرط لحدوثه، طبعا إذا توفرت الشروط البشرية والمادية المناسبة.
طرح خلالها العالم جان بياجيه عدة مفاهيم وعل من أهمها مفهوم التكيف وهو تكيف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص المحيط المادي والاجتماعي عن طريق دمجها مع المحيط.
ولذلك أصر على البحث في مفهوم التكيف الذي هو غاية عملية الموازنة بين الجهاز العقلي ومختلف حالات الاضطراب واللاإنتظام الموضوعية أو المتوقعة والموجود في الواقع، وذلك من خلال آليتي الاستيعاب والتلاؤم، والذي يقصد به تغيير في استجابات الذات بعد استيعاب معطيات الموقف أو الموضوع باتجاه تحقيق التوازن، وحيث إن الاستيعاب هو إدماج للموضوع في بنيات الذات، والملاءمة هي تلاؤم الذات مع معطيات البيئة الخارجية.
ويرئ أيضا جان بياجيه أن التعلم هو شكل من أشكال التكيف من حيث التوازن وبين استيعاب الوقائع ضمن نشاط الذات والتلاؤم الاستيعاب مع الوقائع والمعطيات التجريبية، فالتعلم هو استيعاب الوقائع ذهنيا والتلاؤم معها في نفس الوقت وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض الدراسات الحديثة التي وظفت تلك النظرية في أبحاثها في الملكة العربية السعودية على سبيل المثال: فاعلية برنامج قائم النظرية البنائية في تنمية التفكير الإبداعي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ودراسة أخرى، تحديد مراحل النمو المعرفي وفقا لنظرية جان بياجيه لطلاب المرحلة الثانوية في مدينة جدة وعلاقتها بالتحصيل الدراسي.
وتجدر الاشارة أن التعليم لا يكتفى بكونه دراسات من النواحي النظرية فقط، وانما لابد من تشخيص الواقع التعليمي ونزول للحقول الميدانية والوقوف على المشكلات من قبل الباحثين وربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي الذي يعد أهم الأسباب المكملة للجانب النظري ويصعب الاستغناء عنه ولذا يمكن القول إنه عملية الاستقصاء تكون مهمة في التعلم والتعليم قائمة على أساسا ربط الجديد الذي تم التعرف إليه مع المفاهيم الآنية بالمفاهيم والنتاجات التطبيقية التي تستنتج من خلال الميدان التعليمي.
ولذا يمكن القول بالمجمل أن التعليم عبارة عن شراكة متعددة بين المعلم والطلبة والاسرة والمدرسة وإدارة التعليم.
ولذا تعد تلك المنظومات الهامة في تسير هدف الوصول للعملية التعليمية المرجوة تكمن مسؤوليتها على عاتق المعلم الذي يتغير ضمن هذا الإطار التعليمي ورابطا بين الاسرة والمدرسة بدلا من تمرير أجزاء المعلومات الى الطلبة فقط فيأخذ بالعمل معهم للوصول للعملية المأمولة.
ولكون التعليم عملية حية وفعالة وتشاركية وتتعد مسؤوليتها فإن الطلبة عليهم دور استعمال أفكارهم السابقة للوصول الى الخبرات الجديدة، بدلا من أن يكون متلقي للمعلومات فقط.
ولتتم العملية التعليمية بشكل المطلوب لابد توحيد الجهود بين المعلم والطلبة والاسرة والمدرسة حيث أن توجيه الطلبة لممارسة الأنشطة المشتركة فيما بينهم بتقسيمهم إلى مجموعات صغيرة دون إلغاء حالات التفرد؛ وذلك لما لهذه المجموعات من دور في إكساب التلاميذ للمهارات الاجتماعية، والتواصل والحوار، وتبادل الآراء، وكذلك إكساب التلميذ الانتماء إلى الجماعة، وكيفية الاهتمام بالآخرين، وتقدير الذات، والتخلص من الخجل.
والعمل على تخفيف الأعباء التدريسية عن مشرفي الأنشطة في المدارس؛ لتوفير الوقت اللازم نشر الوعي بين مؤسسات المجتمع، وافراده بين مختلف الأنشطة؛ لتعزيز التفاعل والتعاون بينها لتفعيل الأنشطة خارج الصف.
ولذا يلزم تدريب المعلمين بصفة عامة، وأخصائي ومشرفي الأنشطة التربوية بصفة خاصة على استخدام التعلم البنائي؛ التفعيل دور الأنشطة اللاصفيه في تنمية المهارات المختلفة وضرورة ربط المناهج الدراسية بالأنشطة التي يمارسها التلاميذ خارج الصف الدراسي من أجل تعزيز ما يتعلمونه داخل الصف الدراسي.
فيما تكمن مسؤولية المدارس في توفير ما تستطيع من الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطلبة مع مراعاة التنوع، ومناسبتها لمستواهم العقلي والعمري.
المقال أحد متطلبات مقرر
المنهج ونظريات التعلم للعام الجامعي ١٤٤٢هـ

إشراف الدكتور:
حمد بن عبد الله القميزي
بواسطة :
 0  0  27360

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90894
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98401
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89068
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91386

جديد الفيديو