إعداد الطالبتان شيخة عبدالله محمد القحطاني حصه حسن محسن ال فهاد..... مدخل التدريس
لبرنامج الماجستير في المناهج وطرق التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز
*مدخل التدريس
إن كل عملية متكاملة لها نقطة بداية، والمدخل في عملية التدريس هو نقطة البداية التي يجب أن يختارها التربويون بعناية، لأنها تعتبر الموجه الرئيس للعملية التعليمية، ويتحدد بها جودة مخرجات نظام التعليم.
مفهوم المدخل (APPROACH )* :
المدخل في اللغة: الدخول، وهو نقيض الخروج، ويقال فلان حسن المدخل والمخرج أي حسن الطريقة محمودها، وكذلك هو حسن المذهب. وقيل إن من النفاق اختلاف المدخل والمخرج واختلاف السر والعلانية، أراد باختلاف المدخل والمخرج سوء الطريقة وسوء السيرة (لسان العرب،ب.ت).
وذكر المدخل في القرآن الكريم في قوله تعالى : (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) النساء الآية (31)، وقوله تعالى : (لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ،) الحج الآية (59) , والمدخل المقصود في الآيتين هو الجنة.
**** وتعددت تعريفات المدخل وتنوعت فيعرفه عبابنه (2015) بأنه يطلق على مجموعة المنطلقات والأطر المرجعية، والغايات التي يسعى التربويون لتحقيقها وتظهر في الأهداف الإستراتيجية للتعليم.
*** وعرف عبد الجواد (2004) المدخل بأنه الأسلوب الذي يمكن إتباعه عند وضع الخطة، ويتحدد أفضل أسلوب للتعليم في ضوء الأهداف المراد تحقيقها والبيانات التي أمكن التوصل إليها.*
نلاحظ من تعريف عبدالجواد وتعريف عبابنه بأنه ركز على الاطار الذي تحقق فيه الأهداف.
وأضافت السقا (2015) أنه لا يوجد مدخل أو أسلوب يمكن اعتباره الأفضل، كما يمكن الجمع بين أكثر من مدخل في للتعليم.
وتعرف الصعيدي( 1994 ) المدخل في التدريس بأنه نسق من الأفكار، أي مجموعة من الأفكار المتسقة التي تعبر عن فلسفة أو رؤية معينة يؤمن بها الفرد، وإن كان لايستطيع إثبات صحتها إلا من خلال قياس فاعلية الطريقة التي تتولد من هذا المدخل.
من تعريف السقا وتعريف الصعيدي عبرت عن تعدد وتنوع المداخل وأنه لابد من القياس لمعرفة فاعليتها.
وعبر عنه بأنه مجموعة من الافتراضات تربطها مع بعضها علاقات متبادلة تتصل اتصالاً وثيقاً بعمليتي التعليم والتعلم " (بادي ، 1406هـ).
وفي التربية يعني المدخل الترجمة التربوية لنظرية المعرفة في صورة برامج تعليمية تتحقق فيها فلسفة المعرفة نفسها، وأسس التربية ونظريات علم النفس، من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة سواء أكانت أهدافاً للمجتمع، أم أهدافاً للفرد، وتتحقق في المدخل أسس المناهج، وتستوفى عناصرها المعروفة بدءاً من الأهداف وإنتهاء بأساليب التقويم والقياس (العصيلي، 1422هـ).
في المدخل التعليمي توضع الخطط العامة لأمرين اثنين هما : تصميم البرامج المدرسية ، وطرائق التدريس معاً في صورة خطة على المعلم تنفيذها ، وعلى المتعلم أن يتعلمها بالوسائل المتاحة ، وهذه الخطة الشاملة أشبه ما تكون بقوائم طويلة من العناصر اللغوية وغير اللغوية التي ينبغي تدريسها ، حتى يقال أنه قد حدث تعليم وتعلم برنامج دراسي لصف أو مجموعة من المتعلمين ( عصر ، 2000م).
والمدخل لتعليم أي مادة دراسية هو مخطط نظري يقع وسطاً بين رؤية علمية فلسفية لكل من : طبيعة المادة وخصائصها ، وخصائص المتعلمين ، والأهداف المرادة من تعليم التلاميذ هذه المادة ، وبعده يكون تنفيذ التدريس ملتزماً بذلك المخطط وقائماً عليه ، وصادراً عنه (عصر ، 2000م).
من تعريف العصيلي وعصر نرى شمولية التعريف لطبيعة المادة وخصائص المتعلمين والأهداف.
من التعريفات السابقة نجد أن المدخل هو الإطار العام والشامل للعملية التعليمية وبه تتحدد الخطة التعليمية وما تحويه من أدوات تدريسية متسقة فيما بينها لتحقيق الأهداف المراد قياسها خلال العملية التعليمية , ويمكن الاستعانة بمدخل أو أكثر طبقاً لطبيعة المفردات المراد تدريسها ولخصائص المتعلمين وتعتبر المداخل مكملة لبعضها في الخصائص والمزايا.
المدخل في التدريس – أي مدخل – "بأنه مجموعة من المسلمات أو الافتراضات، بعضها يصف طبيعة المادة التي سنقوم بتدريسها، والبعض الآخر يتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها، أي يصف عمليتي تدريسها وتعلمها، وهذه المسلمات أو الافتراضات لا تقبل الجدل فيما بين أصحابها أي المختصين في المادة الدراسية وفي تدريسها، كما أنها – أي المسلمات – تترابط فيما بينها بعلاقات وثيقة، وتتمثل هذه العلاقات في أن المسلمات التربوية أي تلك التي تتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها تبني على المسلمات المتصلة بطبيعة المادة.
كما أن المدخل في ذات الوقت وصف لطبيعة من سيتعلمون المادة وخصائصهم وميولهم وحاجاتهم ومشكلاتهم، وتحديد للإمكانات الزمانية والمكانية والمادية والتكنولوجية المتاحة لتدريس المادة وتعلمها، بحيث يستطيع المعلم من خلال معرفته بكل ذلك أن يكون تصوراً أو منظوراً أو رؤية لكيفية تدريس هذه المادة وتعليمها بشكل فعال، أي تحديد كيف سيدخل إلى تدريس هذه المادة من خلال منظور تربوي علمي صحيح.
ومن ثم سنلخص الأقوال السابقة عن تعريف ومفهوم المدخل, أن المدخل غالبه ينبثق من نظرية أو يستند إليها، ولا يختلف عنها في كثير من الحالات وهو أقرب إلى الفلسفة أو النظرة العامة. فهو أشبه بالمبدأ الذى ينطلق منه الباحث أو واضع المنهج أو المعلم، ويحدد افتراضاته ومعتقداته حول طبيعة اللغة واكتسابها وتعلمها وتعليمها.
*ومن أنواع المداخل:
1.*** المدخل التكاملي
التكامل هو تحقيق الكلية والكمال والوحدة ، عملية تحدث في المتعلّم ، تعني أن ما يتعلّمه يصبح جزءاً من شخصيته ، يمتزج بما لديه من فهم وقدرات واتجاهات ، ليكون ما تعلّمه مفيداً وذا معنى عنده ، يُترجمُ في سلوكه مباشرة ، ويتفاعل مع خبرات أخرى سابقة لديه
2.*** المدخل المهاري
المهارة هي الأداء المتقن القائم على الفهم، والاقتصاد في الوقت والجهد ومما يساعد على اكتسابها: الممارسة والتكرار والفهم وإدراك العلاقات والنتائج، والتشجيع والتعزيز والتوجيه وعرفت المهارة بأنها نتيجة لعمليتي التعليم والتعلم، وهي السهولة والدقة في إجراء عمل من الأعمال
3. المدخل الاتصالي
من المفاهيم التي تمثل محور المدخل الاتصالي، مفهوم الاتصال ذاته، ويتوقف الفهم الدقيق للمدخل الاتصالي على تحديد مفهوم الاتصال، وتوضيح المقومات التي يستند إليها، بل ومناقشة عملية الاتصال نفسها. ذلك أن مفهوم الاتصال قدمت له تعريفات كثيرة، تكاد تتباعد في أشياء، إلا أنها تدور في فلك واحد هو تفسير عملية الاتصال.
4.*** المدخل الوظيفي
من المداخل الجديدة في بناء المناهج , ويجعل من الطالب محورا للعملية التعليمية , ويهتم بالجانب التطبيقي لما يتعلمه الطالب, بحيث يكون هناك توظيف للمعرفة التي حصل عليها الطالب في حياته اليومية وفي المجتمع .
5.*** المدخل الإنساني
يقوم على المبادئ والقيم الإنسانية، ويدعو إلى الفهم الآخرين، وتقدير شعورهم؛ ويهتم بالمتعلم، وينظر إليه بوصفه إنسانا، وليس آلة تتلقى مثيرات معينة وتستجيب لها بطريقة محددة. وقد ارتبط بهذا المذهب بعض طرائق التدريس؛ كطريقة تعلم الجماعة أو الطريقة الإرشادية، والطريقة الصامتة والطريقة الإيحائية.
6.*** المدخل التقني
مذهب يعتمد على الوسائل التعليمية، والتقنيات التربوية بهدف توصيل المعلومات ، وتحويلها إلى خبرة عملية محسوسة.
7.*** المدخل التركيبي
مذهب في اختيار محتوى المقرر وتنظيمه ينطلق من الجزء إلى الكل، ويعتمد بناؤه على تحليل محتوى المنهج الهدف إلى مكوناته *وأجزائه الأساسية، ثم يقدم كل جزء منه للمتعلم بصورة منفصلة عن الأجزاء الأخرى، وتنحصر مهمة المتعلم حينئذ في تركيب هذه الأجزاء المتفرقة مرة أخرى.
من المعايير المهنية الوطنية للمعلمين بالمملكة العربية السعودية 2017
1.*** يعرف مداخل التدريس التي تحفز الطلاب على تنمية قدراتهم ومهاراتهم في جمع البيانات وتحليلها والإحساس بالمشكلة وتوليد حلول وتطوير مفاهيم، مثل: نموذج التفكر الاستقرائي، وتكوين المفهوم، والاستقصاء العلمي.
2.*** يبين مداخل التدريس التي تعتمد على العالقات الاجتماعية وبناء ثقافة إيجابية داخل الصف لدعم بناء نظم تفاعلية بين الطلاب لتعزيز تعلمهم، مثل: نماذج شركاء في التعلم، والتقصي الجمعي، ولعب الأدوار
3.*** يعرض مداخل التدريس الشخصية التي تعطي اهتماما للإدراكات الفردية وتسعى لتشجيع الاستقلالية المنتجة وزيادة الوعي لدى الطلاب معرفة الذات والإحساس بالمسؤولية تجاه أعمالهم والتوجيه الذاتي، مثل: المشاريع، والأبحاث
4.*** يصف مداخل التدريس السلوكية التي تركز على كيفية استجابة الطلاب للمهام، مثل التعلم المتقن، والتدريس المباشر، والمحاكاة، والتعزيز.
إشراف د. عبدالله السبيعي
قائمة المراجع
ابن منظور،محمد بن مكرم.(ب.ت).لسان العرب.دارصادر:بيروت.
عصر ، حسني عبد الباري (2000م ) الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الإعدادية والثانوية ، الإسكندرية ، مركز الإسكندرية للكتاب .
العصيلي، عبد العزيز (1422هـ). أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. الرياض: معهد تعليم اللغة العربية.
بادي ، غسان خالد (1406هـ) تحديد معنى طريقة التدريس في إطار علمي متجدد، سلسلة دراسات تربوية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها(6)، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، معهد اللغة العربية، وحدة البحوث والمناهج.
عبد الجواد، عبد الله السيد (2005): الإدارة التربوية والتخطيط التربوي، الرياض، دار النشر الدولي، ط1.
السقا، إمتثال أحمد (2015): أساسيات التخطيط التربوي، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع، ط1.
الصعيدي, منيره (1994): مداخل أساسية في تدريس اللغة الفرنسية,حولية كلية البنات- جامعة عين شمس-ع(1)
عبابنة، صالح أحمد (2015): التخطيط التربوي المعاصر: النظرية والتطبيق، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع، ط1.
*