مبارك بن عوض الدوسري ....المطبخ الصحفي الذي خدع المجتمع
ومع انتشار الصحافة الإلكترونية وامتلاك كل من هب ودب لصحيفة حتى وان كانت خبرته الصحفية " صفر " واسمى نفسه رئيس التحرير ومالك الصحيفة الفلانية ، أتضح دور المطبخ الصحفي الذي كان يغطي عيوب وفقر من يدعون أنهم صحفيين ومهنيين وعملوا في الصحف الفلانية المحلية والدولية والرياضية ، وسبقوا اسمائهم بلقب الاعلامي ، وسجلوا في سيرهم الذانية سنين خبراتهم الصحفية .*
فأغلب الصحف الإلكترونية لدينا ليس لديها مطبخ صحفي ، وأول ما تصلها المادة قص ولصق بكل مافيها من عيوب كشفت لنا أن هذا الجهبذ في الصحف الورقية لم يكن كما كنا نتوقع فقد انخدعنا به سنين من خلال الجهود التي كان يقوم بها الديسك مان من خلفه فمادته ايام الصحف الورقية ذات ملكة لغوية ونحوية، وتذوق مهني ، وثقافة شاملة ، وتوزيع للعناصر ، وإجادة في اختيار الصور ، وكتابة العناوين ، فيما اليوم عمله بالصحافة الإلكترونية لا سلامة لغوية في الكتابة والتحرير وسلامة التركيب ، ولا دراية بالأخطاء اللغوية ، ولا إدراك لقواعد اللغة العربية ، ولا قدرة على انتقاء الألفاظ والعناوين والمقدمات والاستهلالات والسيطرة على السياق وحسن توظيفه ، ولا تخصص مما ييسر عمله ويجنبه كثيراً من المزالق ، ولا قدرة على الاختصار والاختزال بل تجد حشواً يبعث الملل ، فضلاً عن افتقاد بعض القواعد الأخلاقية والمعايير المجتمعية والآداب العامة بالجنوح نحو الانحلال أو الإسفاف أو الابتذال . *
مجمل القول أن الصحافة الورقية من غير قصد خدعتنا *بهؤلاء الذين كشفتهم الصحف الإلكترونية ، وأننا لكي نعيد الأمور الى نصابها إما نشترط وجود ديسك مؤهل توافق عليه الجهة المعنية ليكون مسؤول عن تلك الصحيفة الالكترونية ، أو أن على هؤلاء الذين انخدعنا بهم أن يتواروا فقد انكشفوا وحانت مغادرتهم .
*
*
مبارك بن عوض الدوسري*