*مشاعل بنت عبدالله القحطاني ...الحوكمة وقادة التعليم
وقد أتفق مع من عرّف مصطلح حوكمة التعليم بأنها مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز والأداء عن طريق إختيار الأساليب المناسبة والفعّالة.
وهناك عدة أشكال للحوكمة منها الحوكمة الإلكترونية التي بادرت الوزارة مؤخراً بوضع دليل لحوكمة حسابات شبكات التواصل الإجتماعي إذ وضِع تشريعات وسياسات وإجراءات لضبط إستخدام منصات التواصل الإجتماعي وذلك بإبراز هوية المستخدم وكذلك محتواه المنشور وتحمُّله المساءلة القانونية ضد أي محتوى مخالف، فكل الشكر والتقدير لهذا القرار الصائب والذي صدر في وقته تماماً.
ولكن الآ نحتاج إلى حوكمة تعليمية دقيقة تبدأ من المدرسة ومنسوبيها من طلاب وإداريين ومعلمين وحتى حارس المدرسة وتنتهي بالوزارة.
ومواكبةً لطموح رؤية المملكة 2030 نحتاج إلى تغيير جذري وأفضل تغيير هو ما يبدأ من المدرسة والتركيز عليها ومعرفة مدى تحقيقها للحوكمة بكل أبعادها ليتم تقديم خدمة تعليمية مميزة والحصول على مخرجات تعليم جيدة.
ففعالية المدرسة من فعالية قائدها وتمكُّن القائد يقود إلى نجاح وتميز المدرسة، فمازال يجهل كثيراً من القادة مبادئ الحوكمة الأساسية ومن أبرزها بنظري مبدأ المشاركة والمساءلة والشفافية، لذلك يجب أن تتضافر الجهود لتحقيق هذه المبادئ في كل مدرسة لنصل إلى المعنى الحقيقي للحوكمة.
فمبدأ المشاركة يُعنى به وضع الخطط الإستراتيجية لتحديد رؤية المدرسة، كمشاركة منسوبيها في قيادة اللجان المدرسية.
ولا يـُغفل عن المبدأ الثاني وهو المساءلة فالقائد الحقيقي من يوظف المساءلة في مؤسسته بذكاء فيجعل لها مفهوما إيجابياً بدون أن يرتكب خطأ أو يتعدى على حقوق الغير وبتطبيقه على الجميع دون تمييز، فتحقيق الأهداف يكون من خلال مبدأ المساءلة عن جودة العمل بهدف تصحيح الأخطاء.
أما المبدأ الثالث وهو الشفافية حيث يشير إلى وضوح التشريعات وسهولة فهمها، وإستقرارها وإنسجامها مع بعضها، ومرونتها وتطورها وفقاً للتغيرات، إضافة إلى تبسيط الإجراءات، ونشر المعلومات والإفصاح عنها وسهولة الوصول إليها بحيث تكون متاحة للجميع. وتعد الشفافية إحدى المؤشرات الرئيسية للحوكمة، حيث تتمثل في كشف الحقائق والنقاش العام الحـر، كما أن مؤسسات التعليم يجب أن تتقبل النقد في سياستها وهو ما ينعكس على كل من التقرير والتقييم السنوي لأنشطتها وبرامجها.
ومن أبرز التجارب العالمية تجربة سنغافورة حيث وضعت وزارة التعليم السنغافورية إطار عمل نـفذ منذ عام ٢٠١١م، بهدف دعم القادة التربويين لتقويم جهودهم في العملية التعليمية، إذ أن إطار العمل يتضمن التخطيط والتنفيذ وحققت ما يعرف بالقائد المُيسِر أو إنتهاج أسلوب القيادة التيسيرية ، حيث إتخذت وزارة التعليم السنغافورية شعار ( إن المدرسة الفعالة تعني قائداً فعالاً ) وقد كان العمل القيادي والحوكمة سبباً من أسباب التفوق والريادة المدرسية في مدارس سنغافورة.
(مقياس القائد ليس بعدد من يخدمونه وإنما من يخدمهم) * جون سي ماكسويل.
* باحثة دكتوراه بأصول التربية