شمعه الطريسي......المشاهير والمبادرات غير المسؤولة
فوزارة التعليم والإدارات والمكاتب والمشرف التربوي والقائد والمعلم ، و جميع الكادر التعليمي ومن هو تحت مظلة وزارة التعليم من طلاب وأولياء أمور جميعهم يقفون على قدم وساق ، وملتزمين بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا ، لذا أقول وبكل أسف شديد أن تصرفات بعض المشاهير مخالفة للنظام ، وتوصيات الدولة ووزارة الصحة والتي أكدت على ضرورة التباعد الاجتماعي لجميع القطاعات الحكومية والخاصة وكافة الشعب السعودي عامة والمقيمين على أرضها ، في حين نجد أن المشاهير يرتدون ثياب المبادرة التي تحمل خلفها الدعاية ، والتسويق والهدف هو تحقيق المصالح الشخصية ناهيك عن الشهرة وما يتبعها من تسهيلات نجهلها .
أنا هنا لا أرفض فكرة دعم الأسر المنتجة ولا أرفض فكرة دعم الشباب ، لكن طريقة المبادرة هذه لا أوافق عليها واعتقد الكثير مثلي لا يوافق عليها ، لانها للأسف وقتية ولا تحمل نظرة مستقبلية ، وقد لاحظنا بعد مبادرة تؤام الكودرد جميع الصغار والكبار وخاصة الفتيات افترشوا الشوارع بطاولة الشاي والدافور ، وطاولة المخلوط التي حذرت منها وزارة الصحة بشكل صريح بعدم شرب المخلوط ، فكيف يتم الإعلان لهذا المشروب !
سأحكي لكم قصة شابه في مقتبل العمر شاهدتها بعد مبادرة دعم ( تؤام الكودرد ) وقد افترشت طاولة صغيرة ، وعليها دافور وإبريق شاي وعندما سألتها عن الشاي هل هو ليبتون ، أو شاي فرط أو ربيع تلعثمت ولم تعرف نوع الشاي التي تقوم ببيعه علماً بأنني أثق تمام الثقة أنها لا تعرف حتى طعم الشاهي ، ولا كيفيه إعداده لكن وقفت بوسط الشارع عند سيارتها تتأمل عسى ان يأتي مشهور ويدعمها هي وكثير من بنات جنسها ، وحتى الشباب الصغار شغلهم الشاغل كيف يبيع كودرد ويأتي مشهور ليدعمه أنه بحق أمر مؤسف !! إحدى الزميلات ذكرت لي أن طفلها يدرس في الابتدائية يتمنى أن يقف بالشارع ويبيع ويترك المدرسة ، وينتظر أحد المشاهير لكي يدعمه بحجة ممكن أن يضرب الحظ معه عجباً لذلك !!
أيها المشهورين لا تجنون على شبابنا بأفعالكم غير الواعية ، هذه المبادرات سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأنها لا تدعم التطور ولا تدعم التعليم ، ولا تدعم الابتكار والإبداع كون فترتها قصيرة وغير دائمة .
أين انتم عن الأرامل .. والمطلقات والأسر المتعففة ؟
ياليت يتوقف أولئك المشاهير عن مبادرات الافتراش بالشوارع ، لأنهم يحثون شبابنا وفتياتنا على الانصراف عن العلم ، وعن الإبداع وعن تطوير وطننا الذي لن ينمو ويزدهر سوى بوجود شباب واعي مثقف مُتعلم مُدرك لأهمية العلم والمرحلة التي نعيشها وكيفية العمل بمهارة وحرفة إبداعية .
كلنا نعزز وندعم شباب وفتيات وطننا الغالي ، وكل إنسان محتاج لكن ليست بهذه الطريقة العشوائية والمبالغ فيها ، كما لا يخفى عليكم أن البعض يقول أنا بادرت أمام الشاشات بمبلغ كذا وكذا ، ولكن للأسف نكتشف أنه لم يقم بدفع هلله واحدة أو مليماً واحداً مجرد البحث عن الأضواء والشهرة ، والبعض الأخر يقول أنا بادرت بالتبرع بخادمة منزلية طول العمر وكلها أكاذيب ودهلسه للمشاهد .
ختاماً انا تحدثت في هذا الموضوع بعد ( مبادرة جدة ) ، وكيف شاهدنا جميعاً التزاحم والتدافع ولا نعلم من هو مريض كورونا بين تلك الجموع ، ومن هو متخلف ومن هو صادق ومن هو كاذب ، ناهيك عن الحوادث والمشاكل التي تحدث أثناء هذه التجمعات غير القانونية والمُخالفة لنظام ، عذراً على الإطالة جميعنا نرفض هذا الأسلوب غير الواعي وخاصة بعد أن أغلقت مدارسنا لهذا السبب لمصلحة المجتمع والحفاظ من الجائحة .