*المستشار مؤازر المرصفي....تعلموا التغافل في بيوتكم
التغافل ( التغابي ) هو تكلف الغفلة – صفة محمودة فى الرجال - سئل أعرابي من العاقل قال الفطن المتغافل . هو فطن لكن متغافل ( لا يحقق فى كل ما يقع ) .
وقيل : ليس الغبى بسيد فى قومه . لكن سيد قومه المتغابي .
فالتعاقل من خصال السادة والوجهاء .
لقد رأيت ، لكن أصنع كأنك لم تري ولم تدري .
ومن القصص النبوى فى التغافل ، ان قريش كانت تسب رسول الله صلي الله عليه وسلم ويقولون ( مذمما ) فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي هريرة رضى الله تعالى عنه ( أنظر كيف صرف الله عني سبهم ، هم يسبون مذمما وأنا محمدا )
صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه أجمعين
ومن قصص الأولين ، يذكر أهل التواريخ والسير عن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه وهو شيخ كبير ، أنه تقدم لخطبة أمرأة ، وجاء يخطبها فى الوقت نفسه شاب صغير ! لا يمكن أن يقارنه المغيرة الشيخ الكبير ، وجلس هو والشاب , وقد فطن أن تلك المخطوبة تنظر في أمرها وعرف أنه لا حظ له إذا قورن مع هذا الشاب ، فمن هذه التي تقبل علي رجل ذي شيبة وتترك هذا الشاب الطرير ، فقال للشاب من حيث تسمعه الفتاة ، وهذا الشاب يجيب – والمغيرة رضي الله عنه كان معروفا بالذكاء – ثم هو بعد حنكته التجارب وذلك فتي غير ، فسأله المغيرة ( كيف علمك بالحساب ؟ ) فأجابه الشاب لا يشذ علي منه شيئا ، فقال المغيرة ( فأما أنا فأضع البدرة – كيس الدراهم والدنانير – في زاوية البيت وأتغافل عنها ، حتي إذا جئت وجدتها فارغة أخذتها وأنصرفت ، والفتاة تسمع وتقول لنفسها ( هذا الشيخ الذي يتغافل أحب الي من هذا الشاب الذي يحاسبني علي كل شئ ).
وفي البخاري من حديث ام زرع . أن امرأة مدحت زوجها تصفه ( زوجي إذا دخل فهد ، وإذا خرج اسد ، ولا يسأل عما عهد ) .
اي زوجها في البيت يجلس مثل الفهد - متغافل - لكن خارج البيت كأسد بين الرجال .
ولا يسألني في كل شئ ،
كثير من المشاكل الزوجية بسبب قلة فقه التغافل .
* . رئيس محكمة الجيزة الأسبق.