عبدالله العميرة .... الرسالة !1
فيها الغث والثمين.
فيها السطحي والعميق.
ومن الرسائل تُعرف العقول.
ويمكنك تحليل شخصية الإنسان من رسائله.
إلا الصحفي المتمرس / غالباَ لايكتب أو يرسل ليعبر عن معاناته الشخصية.
طبعاَ؛ هو كأي إنسان له معاناة / فرح وحزن.
ولكن الصحفي الحاذق هو من يتحسس معاناة الناس، ويصل إلى المراد، ويغلّب مايريده الناس على رغباته.
يشخصها.. يبلورها.. يصيغها لتلمس القلوب والعقول.
وأؤمن بأن أهم مهام الصحفي هي “ النزول لمستوى الناس للإرتقاء بهم”.. بتصحيح أو إضافة معلومة.
كثير من الرسائل التي تصلني أجد فيها متعة.
أعشق المعلومة، والنكته غير المبتذلة، والمشهد المبهج الذي لايخدش الحياء.. فيه لطافة وبساطة ويخرج الضحكة من القلب.
وفي عصر التقنية، تكشفت العقول، وظهر كتّاب ومغردون، يفوق بعضهم أي صحفي.
بل بعض الناس يتفوق بكثير على من سلمت له راية الكتابة أو “ الرياسة “ في الصحف.
في رسائل أولئك الناس؛ معلومة، وبهجة .. فيها صدق، وحس مواطنة عالي، وأسلوب لطيف.
والبساطة عنوانها..
سأذكر واحدة من ألطف وأجمل ما وصلني اليوم:
المُرسل يُذكّر بأن يوم الإثنين المقبل هوآخر يوم قص الشعر والأظافر للمضحي ..
قد يرى بعضكم أن هذا أمر عادي!
انتظروا حتى قراءة ما تبقى من المقال..
لفت نظري أن مثل هذه الرسائل لا يمكن أن تصاغ في خبر صحفي / أحياناَ بعض الكلمات كالذهب، عليك أن تعرضه كما هو دون تعديل أو تنميق..
يقول في الرسالة:
“لا يذكر الإنسان سعر الأضحية في المجالس وعند الزملاء ولا يتضجر من الغلاء لأنه يذبحها تقرباَ لله .. والله يسمع كلامه، بل عليه أن يقدمها بنفس طيبة لله، فلو أتاك ضيف وذبحت له وسمعك تذكر سعر ذبيحتك له، ماذا ترى ردة فعله وشعوره؟”
الجملة الأخيرة استوقفتي، وجعلتني أكتب هذا المقال.
وسألت نفسي:
هل يوجد صحفي يمكنه أن يصنع عملاَ صحفياَ محوره الأساسي “ لو أتاك ضيف وذبحت له وسمعك تذكر سعر ذبيحتك له، ماذا ترى ردة فعله وشعوره؟”
هذه عبارة بسيطة، ولكنها عميقة ومؤثرة جداَ، فهل يمكن أن نخرج منها بعمل صحفي مميز؟.. بمعالجة بعض من العناصر المستنبطة من العبارة :
- الكرم والبذخ .. الفرق بينهما ( أرجو التركيز في هذا العنصر، لأنني أعرف أعمالا خرجت تعالج الإسراف، ولكنها أعمالا سطحية مكررة).
- الحياة مع الله / الإيمان ودوره في التهذيب.
- تحليل في الشخصية / المجتمع.
إلخ....
__________
هذا هو نص الرسالة كما وصلتني:
“السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تذكير
ان شاء الله يوم الاثنين الموافق2020/7/20
الموافق ١٤٤١/١١/٢٩ ذو القعدة
اخر يوم قص الشعر والاظافرللمضحي
تنبيه
لا يذكر الإنسان سعر الأضحية في المجالس وعند الزملاء ولا يتضجر من الغلاء لأنه يذبحها تقربا لله .. والله يسمع كلامه ، بل عليه أن يقدمها بنفس طيبة لله ، فلو أتاك ضيف وذبحت له وسمعك تذكر سعر ذبيحتك له ، ماذا ترى ردة فعله وشعوره؟
ولله المثل الأعلى .. فانشروها بارك الله فيكم وذكروا إخوانكم وأحبابكم فهذا وقتها..
تذكير:
بمناسبة قرب وقت الأضاحي ، إياك أخي المسلم أختي المسلمة من نقل أو كتابة أي نكت أو صور أو تعليقات ساخرة عن الأضاحي ، فهي شعيرة من شعائر الله ، قال الله تعالى في مُحكم كتابه:
“ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.
ساهم في نشرها لتعم الفائدة ، ولتنال الأجر بإذن الله تعالى”..انتهى.
__________
* يذكر لي زميل أنه مشارك في العديد من المجموعات، مختلفي المشارب.. وهذه فرصة لاستنباط الأفكار - لو كان قي الصحيفة التي ينتمي إليها مدير تحرير فاهم، لخرج منه بتحقيقات وتقارير ودراسات عن المجتمع.
* الصحيفة التي لاتستفيد من رواد التواصل، لايمكنها أن تواصل، وقد أضاعت نصف العمل.