×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عبد الله سليمان الطليان...حرية بلا حدود

في عام 1985 ألقى أستاذ اقتصاد التنمية الإنجليزي بيتر باور خطابًا في حلقة دراسية عُقدت في باريس بمناسبة تدشين مؤسسة سياسة جديدة اسمها (حرية بلا حدود)، والتي أسستها الرئاسة الفرنسية على غرار أطباء (بلا حدود)، انصب التركيز في هذه المؤسسة الجديدة على حقوق الإنسان ومشكلات التنمية في العالم الثالث الذي أخذ حيزًا واسعًا في الحوارات والمناقشات وطرح الآراء المختلفة التي كان هناك تباين واختلاف على فحوى تلك الآراء.

بداية كان هناك رأي يقوم على معارضة المواد التمهيدية لمنظمة (حرية بلا حدود) والتي تقول إن تخلف العالم الثالث يعزو للسلب والنهب الذي قام به الغرب في وقت الاستعمار وفساد شروط التجارة، وسطوة الشركات متعددة الجنسيات وتطوير المحاصيل النقدية على حساب المحاصيل الزراعية، انبرى لهذا وزير الدولة لحقوق الإنسان في حكومة جاك شيراك كلود مالهيرت وعارض بشدة للترويج لمثل هذه الأفكار، ورغم هذا وجد هناك من يتبناها ويصرح علانية بذلك ومن داخل المجتمع الفرنسي متمثلاً في الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي خاطب الفرنسيين بقوله (أنتم تدركون جيدًا أننا استغلاليون، وتعلمون أيضًا أننا وضعنا أيدينا أولاً على الذهب والمعادن، ثم اتبعنا ذلك بوضع أيدينا على بترول القارات الجديدة وجلبنا تلك الثروات للدول القديمة).

نأتي هنا لتبرير يحمل في طرحة الاستعلاء والازدراء لتلك الشعوب وتمجيد الرجل الأبيض عندما يصنف الاستعمار على أنه تقدم لتلك الشعوب الفاشلة في استغلال الأرض وليس لهم الحق في الشكوى إذا قام الآخرون بالاستيلاء عليها، وهي هبة من الله أعطاها للإنسان (العاقل الدؤوب) -حسب تفسير الفيلسوف الإنجليزي جون لوك- ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا بل نجد هناك من يمجد هذا ويقول إن الاستعمار بدونه كانت المستعمرات السابقة أكثر (تخلفًا) وأنها في الوقت الحاضر عاجزة عن الإنتاج، كسولة لا تعمل، تريد أن تعيش على التعويض التي تطالب به الغرب. سوف نضرب هنا مثالاً واحدًا وقع في منطقتنا العربية من خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي يعتبر وصمة عار في تاريخ البشرية لما أوقع من جرائم في حق الشعب الجزائري الذي سقط من أبنائه مليون شهيد، والذي لم يتلق حتى الآن أبسط الحق هو تقديم اعتذار من الحكومة الفرنسية على تلك الفترة والتي لم تطلب بتعويض مادي الذي نراه يتدفق وحتى وقتنا الحاضر من قبل ألمانيا لليهود بسبب عقدة الذنب التي وقعت في العهد النازي.

لذلك نقول، إذا كان كان هناك ضمير ما زال يؤنب الغرب على ما حدث في معسكرات الجيش النازي من ماسٍ تعتبر من أفظع الجرائم البشرية والتي لا تغيب عن الإعلام الغربي بين فترة وأخرى تشعل عقدة الذنب، فيجب على هذه الدول الغربية تطبيق التعويض المادي والمعنوي على المستعمرات السابقة والكف عن الحديث عن الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم الثالث بينما هي تتنكر منه في ماضيها الاستعماري الأسود.
 0  0  17100

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90924
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98431
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89098
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91416

جديد الفيديو