×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

د حسن السعدي ...وسائل التواصل.. والأزمة!!

منذ شيوع وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" وكم الانتقادات حيال الجوانب السلبية فيها في حالة من التنامى، تتفق وكم المشاركين فيها وطبيعة موضوعاتها بحيث جعلت العالم عبارة عن بحيرة افتراضية من البث الإلكترونى بلا شطآن ولا مرافئ إذ لا يدرى الفرد معها متى وكيف يأتيه الخبر. ولست هنا بصدد القضية من هذا المنظور، ولكننى أتناولها في ضوء متابعتى أسلوب التعامل مع أزمة وباء كورونا. فمنذ تصدر الخبر المشهد الإعلامى وقوافل التعامل الشخصى والعام تتسابق في حجز موطئ قدم لها في (ساحة كورونا) بالتهوين تارة وبالتهويل تارات أخرى محليًا وعالميًا. بمعنى أنك قد تجد من يتناول الأمر عن بلاد ربما لا يدرى موقعها على الخريطة، أو يقتصر أمره على المشاركة (التشيير) ليتسع مدى الأمر وفق كم الصداقات الخاصة بموقعه. وفى المقابل نجد بعض بنى الوطن وقد تركوا واقع الحال في موطن الهجرة ليقدموا أخبارًا عن الوضع في مصر، داعمين الأمر بإحصاءات وأخبار قد تكون غير دقيقة ظنًا منهم- حال حسن النية- أنهم يؤدون لوطنهم عملًا جليلًا تأكيدًا لانتماء لم تغب شمسه.
وعلى الرغم من وجود مواقع رسمية تتناول الأزمة وفق المصلحة العامة ومرئيات العمل السياسى، إلا أنها تجابه شعبًا اعتاد على تركيبة ذهنية ونفسية معينة جعلته نهبًا لسريان الشائعات أو تكذيب كل ما هو رسمى من منطلق المبدأ العقيم (كلام جرايد). وهنا يكمن أول مؤشرات الخطر إذا كان من شأن الخبر النيل من الحالة النفسية العامة، الأمر الذى يستلزم تناوله بحرفية عالية من الجهات الرسمية لتصبح الأرقام المعلنة جرس إنذار مجتمعيا دون أن تمس الأمل في تحسن الأحوال بسوداوية قد تنال من صحته النفسية.
أما على مستوى الأفراد فقد أصبح الحبل على الغارب في الصور المزيفة لبعض البلاد التى تركت الناس يموتون في الشوارع أو بعض الفيديوهات لمرضى يتحدثون عن أوضاعهم في الحجر الصحى. فضلًا عن المواد التى تتناول سلوكيات التزاحم في الأماكن العامة بما يشى بحالة من اللاوعى مقابل عدم التنظيم المجتمعى بين المصالح اليومية وساعات الحظر. وكذا نزعة التخزين للأغذية مقابل تحقيق البعض لأكبر عائد في أقل زمن باغتنام فرصة لا تتكرر إلا بمباعدة الأزمنة. أضف عليها روح الدعابة لدى بنى البشر التى تمثل أحيانًا واحدة من وسائل الدفاع الإيجابى للمواجهة كداعم نفسى فطرى عرفته البشرية ضد مخاطرها، منذ كان الإنسان البدائى يرسم على جدران الكهوف صورته بحجم أكبر من صورة الحيوانات المهددة له كنوع من الطمأنة الذاتية في قدرته على مواجهتها والتغلب عليها.

والواقع فإن التفعيل الإيجابى لوسائل التواصل حيال هذه الأزمة إنما يتطلب متابعة إعلامية جادة تقضى على الشائعة في مهدها، في حين يصبح دور النخبة الحقيقية هى في إذكاء الوعى حيال فيضان (البوستات) اليومى، استنادًا على قاعدة (ليس كل ما يعرف يقال، كما أن ليس كل ما يقال صحيحًا بالضرورة). إنها درجة من الوعى تستلزم عقلية مدربة على الفرز والنقد والقدرة على ضبط إيقاع المعلومة في ضوء المصلحة الوطنية والمعرفة العامة.. وهو دور لو تعلمون عظيم.
بواسطة : admin
 0  0  14850

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90954
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98581
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89128
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91446

جديد الفيديو