سعد بن عبدالله آل داوود ... إعلان معلق
دخلت المحل فوجدت رجلا كبيرا في السن قابلني مبتسما حينما شاهدني أقرأ ما هو مكتوب عدة مرات ..
♢ قال لي مبتسما : نعم أنا أصلح القلوب وأعالجها. .. ثم أمسك بيدي وقال : تعال.. اقترب..
ووضع أذنه اليمنى على موضع قلبي وأنصت.. ثم قال دقات قلبك فيها تسارع قليل ... يا ولدي لا تجزع دواؤك بسيط .. القلوب عندنا نعالجها والقلوب تعالج حسب ، نوعها فهي أنواع..
قلت له اشرح لي..
♢ قال من خبرتي التي ورثتها من أبي عن جدي..
في الدنيا قلب مشروح..وقلب مجروح.. وقلب مذبوح..
قلب رحيق.. وقلب سحيق.. وقلب ، حريق.. وقلب غريق..
قلب منقوع.. وقلب مفجوع.. قلب سليم.. وقلب عليل.. وقلب سقيم.. قلب فياض.. وقلب جياش...
قلب مغرور.. وقلب مسرور..
والبحث يطول فسبحان مقلب القلوب.
فأعلم يابني أن القلب ..
وديعة الله عندك .. فإياك أن تفرط به أو تهمله ..
هو محل نظر الله عز وجل ..
وهو أنفس وأشرف وأغلى مضغة يمتلكها الإنسان ..
فهو طريقك إلى الله..
لأن السفر إلى الله ليس سفراً بالأقدام وإنما هو سير القلوب إلى الله .. يقول الله تعالى :{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } .
-قلت له :
جئتك بحيرة واحدة ، فجعلتها الف حيرة..
-فضحك وتبسم تبسم العارف الحذق..
♢ قال لي ياولدي لاتجزع عندي لك ولكل من يأتيني وصفة واحدة..
كل من جربها تعافى بإذن الله..فأتني بقلم وقرطاس واكتب عني :
□ ياولدي رزقك مقسوم فلا تتعب ..
وقدرك محتوم فلا تجزع .. وصديقك عاجز فلا تأمل .. وعدوك ضعيف فلا تخش..
□ طهر قلبك من ثلاثة : الكره والحقد والرياء.
وزينه بثلاثة :الصدق والإخلاص والورع
□ واجعل في قلبك ثلاثة :
التسليم للمولى وحب سيد الورى ودوام شكر الخالق في السراء والبلوى.
□ واترك الخلق للخالق وانشغل بإصلاح حالك ودع أحوالهم
□ وليكن لك ثلاثة : لسان ذاكر وجسد صابر وعقل متبصر عارف
□ واهرب من ثلاثة :
الحديث عن الناس وهوى الناس والجلوس مع من لا خير فيه من الناس
فالاستئناس بالحديث عن الناس من علامة الإفلاس
تناول دواءك ومن الله شفاؤك
ياالله !.. شعرت أنني قد ولدت من جديد ، فقبلته ، وانصرفت راجعا الى بيتي ، وبين عيني وصيته ، وعلي أن أعمل بها ، ولعل بها راحتي وانتظام دقات قلبي..
إنها منهج حياة تأملوها ، ففيها : تحيا القلوب ، وتزهو الارواح،وتسعد قلوبكم ، وحياتكم . حفظكم الله وسلم قلوبكم ونقاها.
اعجبتتي فاهديتها لكم
وإن اعجبتكم فإهدوها لمن تحبون .