تؤمر بإيه يا طويل العمر
أسماء المحمد
طرحت دراما رمضان هذا العام كالعادة الغث والسمين، القليل من الجيد والكثير من الرديء، واستفرغ بعض القائمين على إنتاج الدراما ما يتقيأون به ويجترونه مؤطرين بموقفهم الصورة النمطية لمن يرمزون إليهم في أعمالهم «بالإخوة أو الأشقاء العرب»، بينما يقصدون الرجل الخليجي تحديدا والثري الباحث عن إشباع نزواته لنكون أكثر دقة في التوصيف منهم، إذ يتمايل ملقيا بالأموال حول راقصة وهو يتجرع الخمر لا فرق لديهم بين عرض هذا المشهد في رمضان أو غيره!
أكتب مقالتي هذه بعد مشاهدة عدة مسلسلات تجتر المشهد مع اختلافات بسيطة ليس آخرها مقطع نفذ أحد شخصياته صفقة مخدرات رفعته إلى مصاف رجال الأعمال وطلب من سكرتيره أن يناديه بالشيخ فلان ورد عليه السكرتير بقوله تؤمر بإيه يا طويل العمر، فأجاب من يلعب دور المستثمر الفاسد مقلدا اللهجة الخليجية (رقاصة)!
فلاشات
ــ تحيط بالدراما العربية التي تؤطر صورة الرجل الخليجي بنمط واحد هالة جهل مركب تشهد عليها عقود من الزمان قدم فيها أسوأ نموذج موجود في الخليج بخيراته ونهضته، وبحجم ما منح ودعم واستقبل من عمالة عربية واحتضن من قضايا وبقدر ما سافرت العائلات الخليجية للسياحة التقليدية والعلاجية والاستجمام وتدعيم أواصر القربى ونزوح طلبة وطالبات العلم إلى تلك الدول العربية ومن كل الأطياف التي تخرج من الخليج لا يظهر منها في شخوص الدراما والسينما غير الرجال الفسقة حاملي الكأس طالبي الراقصات والمنحرفات، ويغيب ما هو أسوأ وأحقر وأحط أنواع المنتجات السياحية التي تقدم بإشراف من تلك الدول، ثم يظهر السائح الخليجي في الصورة منفردا (وهو بالطبع نموذج غير مشرف ويستحق النقد)!
ــ وجود هذه البنية التحتية المقدمة سياحيا كوسيلة جذب واستقطاب لهؤلاء الفسقة لا يلغي أن تقنينا وبتراخيص في دول الجوار يجيز للراقصة أن ترقص وللمستثمر في بيع الخمور أن يبيع ولا تدينهم الدراما والأعمال السينمائية، بينما تقدم الخليجي الباحث عن المتعة على أنه فاجر باحث عن نساء بريئات، والعاملون والمستثمرون في خمارات وملاهي تلك الدول الليلية تتناولهم في قالب الحمل الوديع، وأي عاقل قادر على التمييز ويعلم أن صورة الفاسق الخليجي لا يمكن أن تمثل شعوب الخليج!
ــ الغريب أن يمتد الصمت رغم تعملق وكبر شركات الإنتاج الخليجية وحجمها المؤثر في السوق وبقاء هذه الصورة كما هي لا تتغير، وكأن المستثمر الخليجي في الإنتاج الدرامي والسينمائي لا يعنيه الأمر! أما جمعيات الثقافة والفنون فاستمعوا جيدا لسباتها العميق!.