سارة ناصر البراك....تخطيط المنهج الدراسي وتطويره
" عبارة عن تصوّر لما ينبغي أن يكون عليه المنهج الدراسي، من حيث التصميم (تحديد الأهداف، واختيار المحتوى وتنظيمه)، وكذلك الصورة التي يجب أن يكون عليها تنفيذ المنهج، وجميع الممارسات الخاصّة بمعالجته في الواقع أوفي الميدان التربويّ، بالإضافة إلى عمليّة التقويم التي يجب أن يراعيها المنهج، من حيث تحديد أساليب التقويم التي توضّح العائد التعليميّ / التعلّمي لدى الطلاّب؛ للاستفادة من ذلك في تحسين المنهج وتطويره".
فمجالات تقويمه متفرعة لكلٍ هدف يستند لمجاله فبعض التربويين يقوِم المنهج ذاته لما يحتويه من اهداف أو محتوى أو وسائل وغيرها، فيما مال تربويين آخرين لتقويمه على أساس نتاجه على الدارسين أو البيئة.
فمسألة تقويمه تماشت مع تخطيط المنهج الدراسي منذ بداية تحديد أهدافه حتى نتاجاته ، فمن أبرز طرق تقويمه هي تقدير الحاجات التربوية للمنهج الدراسي فهي عملية مراجعة مسحية يقوم بها المعنيون بالتربية المدرسية صلاحية قيمة المنهج لتعلم التلميذ ، وتشريع الأهداف العامة وتحتوي هذه المرحلة التقويمية على عمليات مثل : الإجماع على الأهداف العامة التي سيجسدها المنهج الدراسي الجديد , وعلى الصيغة المثلى التي يتبناها بين البدائل المقترحة و اختيار الأهداف العامة كذلك اختيار الأهداف المرحلية والأهداف السلوكية والمعارف والأنشطة ووسائل التقييم وما يلزمه من مواد ووسائل تعليمية و واستراتيجيات تدريسية مناسبة ,وبيئة مدرسية .
أي يبدأ العمل في هذه المرحلة بما نسميه في الصناعة المنهجية بتخطيط وتطوير المنهج الدراسي.
بعد مرور فترة زمنية أو وجود مآخذ على المنهج الدراسي سينتقل التربويون لمرحلة جديدة لسد الثغرات الموجودة تسمى تطوير المنهج وهي العمليّة التي تحدث من خلالها مجموعة من التغييرات في عنصر واحد أو أكثر من عناصر المنهاج القائمة بهدف تحسينها، والقدرة على مجاراة المستجدات والتغييرات العلميّة والتربويّة الحاصلة، والتغييرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة بطريقة تلبي حاجات المجتمع والأفراد، ويجب مراعاة الإمكانات المتوفرة من الجهد والوقت والتكلفة
وللرغبة في التطوير أسباب منها الاستجابة لمراكز الأبحاث والدراسات العلمية خصوصا عند وجود توقع بتطورات في المستقبل ،الرغبة في التخلص من نقاط الضعف المتواجدة في المنهج الدراسي ،أو حتى لمجاراة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي و الإقليمي والدولي أو التغيرات الحاصلة في مجالات العلوم الأساسية والاجتماعية والتربوية والتربوية والنفسية ،أو التجاوب مع متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وأخيرا محاولة الارتقاء بالعملية التربوية من خلال اللحاق بركب الحضارة الإنسانية والإسهام فيها .
وعملية تطويره لها أساليب تقليدية محددة ليست عملية عشوائية فأذكر منها: تطوير جزء أو أكثر من عناصر المنهج مثل تطوير أساليب التقويم أو طرق التدريس أو تنظيم المنهج من كونه منفصل المواد إلى متصل ،أو حذف و إضافة جزء أو موضوع أو حتى مادة بأكملها ، أو تنظيم المادة نفسها بتقديم موضوعات أو تأخيرها وأخيرا التنقيح وإعادة الصياغة .
كما أن لها أساليب تقليدية محددة فلها أسس ليتطور المنهج الدراسي كما خُطط له فيجب أن يكون ذو روح تعاونية عند مشاركة المعنيين ،أن يعتمد على أهداف واضحة محددة ،كما يجب أن يكون منسجماً مع الاتجاهات التربوية الحديثة ،أن يستند لفلسفة تربوية نابعة من أهداف المجتمع ، كما يجب الأخذ بالدراسات والتجارب السابقة ،ان تكون ذا منحى علمي وبعيد كل البعد عن العشوائية ،كما عليه أن يكون شاملاً لكل أساليب المنهج الدراسي وأسسه ومكوناته وأخيراً عليه أن يتصف بالاستمرارية .
وأخيراً يستنتج القارئ أن عمليتا التخطيط والتطوير عمليات لا نهائية بل هي عملية مستمرة على الدوام تتماشى مع التغيرات المختلفة والتطور المستمر كما تحافظ على هويتها ، هي عملية بناءة إن وفق المختصين بها خدمت المجتمع وانشأت الجيل نشأة مرغوبة متماشي مع توصيات المجالات المختلفة دينية كانت أو اجتماعية أو علمية .
إشراف\د. حمد عبد الله القميزي.