صالح جريبيع الزهراني... كورونا.. كل سنة مرَّة !!
هذه العقليات السطحية الهشَّة ما زالت بيننا للأسف..وكأنهم محصَّنون بملائكة تحفهم وتحميهم من الأمراض..وليس أسوأ من هذه العقلية سوى من يدعو للعلاج ببركات فلان وعتبات فلان وبصقات عِلان..والأسوأ منهم جميعاً جماعة الحُلْبة واللبان الذكر وجناح بعوضة عزباء عمرها يومان
الأطباء والمتخصصون منهمكون في معاملهم لدارسة المرض وأسبابه ومحاولة إيجاد علاج له..وهؤلاء المتخلفون يسهمون في انتشاره بجهلهم..وقد رأينا مقاطع كثيرة وقرأنا رسائل كثيرة غاب عنها العقل والحكمة والمنطق وتغلَّبت الخرافة..ومنهم ذلك الأحمق الذي يلحس قبر(الولي)وكأنه(حسيل)يلحس الحجارة لأن جسمه بحاجة إلى الأملاح..أو ذلك الذي أقسم بأن العلاج الحقيقي لكورونا هو زيارة مقام السيد
ونحمد الله أن وزارة صحتنا ووزارة داخليتنا يقوم عليها مجموعة من المتخصصين وليس من(العطارين)أو الموسوسين..فاتخذوا تدابير علمية وعملية صارمة لحماية الناس من هذا الوباء وحماية المعتمرين والزوار والمواطنين..فأجلت إصدار تأشيرات العمرة والزيارة والسياحة من المناطق المشتبه بها أو الموبوءة فعلاً..وقد نجحت السلطات السعودية بتوفيق الله أولاً ثم بالعمل المخلص الدؤوب ثانياً من محاربة كورونا في نسخته السابقة وسارس وأنفلونزا الوادي المتصدع والطيور وغيرها..ولو أنهم اكتفوا بتوزيع حصن المسلم والماء المقري وتربة كربلاء والزنجبيل المطحون وحبة البركة لأصبح كورونا في كل مكان
أمر آخر..وهو أننا دولة حيوية محورية يأتيها ملايين البشر كل عام..ولا أستبعد أن يتسلل هذا الوباء إلينا حمانا وحماكم الله منه..وأنبه هنا إلى الدول عديمة أو قليلة الإمكانيات لاكتشاف هذا الوباء مثل اليمن والعراق الذي انحدر به أتباع الملالي إلى القاع..أو تلك الدول التي تتكتم على عدد الإصابات الحقيقية مثل إيران التي يبدو أنها تعتقد أن الإفصاح عن العدد عيب ومنقصة أو أنها لا تقيم للمواطن وزناً أو أنها تتعمد فعلاً تصدير الوباء إلى دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية
نسأل الله لنا ولكم ولوطننا السلامة..ونسأله سبحانه أن يشفي كل مصاب في جميع أنحاء العالم