أسماء بنت محمد المقباس ...حياة خفيّة
يفشلون في الثانية فيتراجعون ليثبتوا لأنفسهم أنهم لن يستمروا بحجة أنهم في التجربة الثانية فيحدث كرب الطلاق لرجلٍ صادق أو امرأةٍ صادقة مع طرف آخر دخل ميثاقاً غليظاً مع مشتت ومنتقم .
تهدأ أنفسهم وغالباً ما تكون الثالثة هي الاستقرار فقد تم الاقتناع أن الاستقرار الأسري أهم بكثير من الإثبات لمجتمع غير مهم ولم يهتم من البداية .
إن المجتمع الذي يخشاه الرجل والمرأة بعد الطلاق أو الزواج الثاني لأن يسمن ولن يغني من جوع ولن يقف أمام الله ليدافع عنكِ إن ظلمت أختك بطلب طلاقها أو خروجك من بيتك بعد زواج الزوج فلن يعوض المجتمع أولادك معكِ ببيتٍ أسري هانيء .
وإن قصّر الرجل في حق الثانية خوفاً فلن يقف المجتمع ليوراي سوءة شقك المائل .
حري بالمجتمع أن لا يقف مع جنسه فلا الرجل ينصر الرجل ولا المرأة تنصر المرأة ! فبينهما حياة خفية والمطلع على تلك الحياة هو الله فقط يعلم من قصّر في حق من ويعلم من كان تقصيره جهلاً ومن كان ظلم !
وحده الله من سيسعد ويشقي عباده
وحده الله من سيجازيهم
فليست الزوجة الطيبة المعطاءة ساذجة وليست المرأة الحذرة الخائفة وقحة وليس الزوج الحنون غبي وليس الزوج الحازم دني
قد يعود الزوجان بعد خلافٍ طال حذاري من العودة بقلب مليء بالحقد والانتقام .
قد يعود أحدهما بنفسٍ صادقة نقيه ويعود الآخر بنفسٍ ظالمة شقية .
تذكرا الله عليم ، عودا بنفسٍ صافية أو تفرقا بمعروفٍ ونفسٍ راضية ، حتى يغنيكم الله من فضله .
إن تعظيم شأن المرأة أو إهانتها تقصير
وتقليل شأن الرجل أو تعظيمه تقصير
فلا خوف على رجلٍ ولا على امرأة بعد الطلاق وقبله ولا في الزواج فالخوف كل الخوف على أحدهما إن بعد عن الله.
لكل جنس طبيعة وطريقة عبادة فاعبدا الله كما أمر
لتنعما بالحياة السعيدة والطمأنينة مهما قُدّر عليكما
واعملا فكلٌ ميسر لما خلق له
واتقيا الله فكلكما راعٍ ومسؤول
إلى المجتمع ..
توقفوا فهناك حياة خفية لا يعلمها إلا الله
واحذروا من الأخذ بيد الظالم وانصروا أخاكم بالدعاء له بالهداية والسداد إن كان ظالماً وأعينوه بما تستطيعون إن كان مظلوماً .
*دبلوم عالي إرشاد أسري
باحثة ماجستير