ريما محمد الدوسري ...تطوير المناهج التربوية في ظل تحديات العولمة
فالعولمة الثقافية تشير الى محاولة وضع شعوب العالم في قوالب فكرية موحدة تنبع أساسا من الفكر الثقافي الأمريكي وتسهم في ذلك الأقمار الصناعية والانترنت والصحافة والسينما وغيرها، وهي محاولة لسلخ الشعوب عن ثقافتها وموروثها الحضاري. ومن المهم هنا التفريق بين العولمة الثقافية المرفوضة والانفتاح المنشود على ثقافات الغرب والشرق بما يتفق مع ديننا ومبادئنا وقيمنا بقصد الاستفادة وتنمية الثقافة العربية الإسلامية وتطويرها، ولان التعليم هو أحد ركائز بناء الأمم والنهوض بها أتت المسؤولية الملقاة على عاتق مصممي المناهج الدراسية عظيمة فلابد لمصممي المناهج بان يقوموا بتطوير المناهج التربوية على ضوء المتغيرات والتحديات المستمرة و مواجهة الثورة التكنولوجية والتدفق المعرفي المتزايد بانتقاء النافع من المعلومات والقدرة على استخدام المعارف في انتاج أفكار جديدة ومواد جديدة ، واشتمالها على قضايا العصر الأكثر الحاحا خصوصا تلك التي تتعارض مع قيم المجتمع بما يؤدي الى ترسيخ عقيدة الايمان بالله وتأكيد قيم العلم والحرية والإنتاج وإقامة مشاعر السلام والأمان في عقول البشر، وأيضا تعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس أبناء الامة ، اذ تعد اللغة العربية من العناصر الأساسية في استمرارية الثقافة العربية لأنها مستودع تراث امتنا العربية الإسلامية بما تحمله في طياتها من خبرات وفكر ومضامين عبرت عن العرب في الحقب التاريخية المختلفة وهي الطابع المميز لهوية أبناء الامة وجامعة كلمتهم ولغة قرانهم الكريم
ولابد ايضا ان تكون المناهج التعليمية تحفز الدارسين على التساؤل والتفكير وتفسير المعلومات المتصلة باهتمامهم وحاجاتهم وتساعدهم على التمييز بين جوانب العولمة بكل دقة ومسؤولية، حتى لا يرفض من العولمة مالا يضر بمصالح الامة العربية وبخاصة في جوانبها العلمية ذات العلاقة بالصناعات الحيوية التي تستخدمها الامة العربية في الحياة اليومية وذلك لكي ننشئ جيل واعي متسلح بالعلم والمعرفة قادر على النهوض بالأمة وارتقائها.
المراجع
• العيساوي، مواجهة العولمة من خلال تطوير التعليم والمناهج بالمؤسسات التعليمية، مجلة الدراسات التاريخية والحضارية، العدد 19 لسنة 2014
• الماحي، أثر العولمة على التخطيط التربوي للنظام التدريسي في التعليم العام في السودان، السودان،2015
*متطلب مقرر تخطيط المنهج وتنظيمه
أستاذ المقرر: د. حمد عبدالله القميزي