د عبدالله الرويس ...جامع الملك عبدالعزيز ومرحلة تاريخية جديدة
ويعود تاريخ بناء الجامع في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في الخمسينات الهجرية، وكان البناء من الطين والأخشاب على الطراز النجدي القديم، وفي عام 1366هـ طلب الشيخ القاضي عبدالله بن عقيل تجديد وصيانة الجامع من ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- (الملك فيما بعد) الذي تكفّل بأعمال التجديد، واستمر وضع الجامع على هذا الحال مع بعض التجديدات البسيطة، حتى تعرض في عام 1396هـ لسقوط بعض أجزائه. ومع التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية تم اعتماد بناء مسلّح جديد لجامع الملك عبدالعزيز بعد هدم البناء الطيني، وصدر قرار وزير الحج والأوقاف الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع عام 1397هـ بسرعة تنفيذ بناء الجامع الذي يعد تحفة معمارية على مستوى بناء الجوامع في المملكة في تلك الفترة. وبعد عشرين عام أُعيد بناء الجامع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1417هـ والذي شيد على نفقته بإشراف ومتابعة من أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - (الملك فيما بعد).
افتتح الجامع في الرابع والعشرين من شعبان عام 1418هـ ويتسع لـ2300 مصل، ويشتمل على مصلى رئيسي للرجال وآخر للنساء، ومنارتين ارتفاع كل منهما 38 مترًا، وسرحه مغطاة بالرخام، ومكتبة، ومغسلة للجنائز، ومبنى لجمعية تحفيظ القرآن، ومبنى لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسكن للإمام وآخر للمؤذن، وساحة عامة، وعدد من المحلات التجارية، ومواقف للسيارات.
وفي عام 1423هـ افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله -نائب أمير منطقة الرياض الساحة الجنوبية من جامع الملك عبدالعزيز (ساحة العدل) ليكتمل تنفيذ المشروع بالشكل المخطط له.
وبعد صدور هذا الأمر السامي الكريم يبدأ جامع الملك عبدالعزيز بمحافظة الخرج مرحلة تاريخية جديدة من التطور ليواكب النهضة الشاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده -حفظهما الله-.
كل الشكر لولاة أمرنا على هذا الأمر الكريم، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ولسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن، ولسعادة محافظ الخرج الأستاذ مساعد الماضي على جهودهم في العناية بهذا الجامع التاريخي في محافظة الخرج.