مشعل السديري ...لو أن رونالدو سمع كلام أستاذه
*ظ***
الواقع أنني صُعقت وارتج عليّ عندما قرأت هذا الخبر الذي جاء فيه أن «السلطات الأميركية قد فتحت تحقيقاً موسعاً، بعد اكتشاف كاميرات سريّة في غرف نوم وحمامات أحد فروع سلسلة فنادق (R H)» وتعمدت ألا اذكر اسم تلك السلسلة، واكتفيت أن أرمز لها بحرفين؛ خوفاً من أن اتهم بالتشهير، وأكره شيء عندي هو نشر الغسيل القذر
ولا أكذب عليكم أنني «ارتعت» أي خفت وأخذت «أحوقل» وأضرب أخماساً بأسداس - خصوصاً أنني في كل سفراتي الخارجية كنت لا أسكن إلا في هذه السلسلة من الفنادق
صحيح أنني محافظ ومتحفظ في حياتي إلى أقصى الحدود، خصوصاً في غرف النوم، لكن جل من لا يسهو، وأخذت أقدح زناد فكري وذكرياتي وتخبيصاتي، فلم أجد فيها ولله الحمد ما يخدش الحياء - إلا بالقليل القليل من اللمم - ومع هذا ما زال ذلك اللمم يقض مضجعي؛ لأن وسائل التواصل الاجتماعي لا ترحم، وقد تجعل من الحبّة قبّة، كما أنها قد تغبرك وتبني على ذلك اللمم الصغير، وتجعل منه مقاطع فضائحية
ومن الآن فصاعداً قررت أن أقاطع تلك السلسلة، فرأس مال الإنسان هي سمعته، فسمعتي ولله الحمد هي إلى الآن ما زالت مثل «البرلنت» - والله يستر من الآتي - لكن اللهم استر عليّ فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، آمين يا رب العالمين
***
قرأت مقابلة مع اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو يقول فيها:
«ما زلت أذكر أستاذي الذي حذرني من لعب كرة القدم، ونصحني بتركها قائلاً: يا ابني إن هذه اللعبة لن تفيدك ولن تطعمك خبزاً» انتهى
وتخيلوا لو أنه سمع كلام أستاذه وترك اللعب، لا شك أنه سوف يكون محروماً من راتب سنوي يقدر بـ61 مليون دولار، وإعلانات سنوية تقدر بـ47 مليون دولار، ورصيد بنكي أكثر من 420 مليون دولار، هذا غير الأسهم والعمائر والمنازل والشقق التي يملكها في مدن العالم، وغير الطائرة الخاصة واليخت وكذلك «البسكليت»
***
قاتل الله الطمع، فهذا محامٍ فرنسي ذكي وشاب، لاحظ أن جارته البالغة 85 سنة، لا وريث لها ولا أحد يصرف عليها وطمع في شقتها، فاقترح عليها أن يدفع لها 2500 فرنك شهرياً طيلة حياتها، مقابل أن تعطيه شقتها بعد مماتها، ووافقت على ذلك، وبعد 20 سنة وصل المبلغ ضعف قيمة الشقة، ومات المحامي وهي تحتفل بعيد ميلادها الخامس بعد المائة.
صحيفة الشرق الأوسط.