سمر الرحيلي ....: المدارس الأهلية.؟؟؟؟
حسب الواقع الحالي والثقافة السائدة في المجتمع فإن المعيار الذي يتم به المفاضلة بين المدارس الأهلية لدى أولياء الأمور (على سبيل المثال) إما تاريخ المدرسة أو التميز التعليمي أو المرافق والخدمات وهذه عناصر تُكوِّن المجتمع التعليمي، ولكنها لا تُشكِّل معيارًا للمفاضلة يتوافق مع متطلبات العصر الذي يتغير بوتيرة لا تصدق، ويتطلب من التعليم أن يواكب هذه البيئة المتغيرة باستمرار، ليقدم لطلابنا بجانب التعليم المدرسي مجموعة واسعة من الفرص التي تساعد على بناء شخصياتهم ومساعدتهم على التطور الاجتماعي والإدراكي
وتعد المدارس الأهلية أحد أهم البوابات التي يمكنها تقديم هذه الفرص لطلابنا وإعدادهم للحياة العملية في عمر مبكر، ويتمثل ذلك في البرامج والمناهج الإثرائية والتي تُعد القوة الكامنة للمدارس الأهلية، كما تعتبر معيار تتمايز به المدارس الخاصة في الدول المتقدمة إذ تتبنى المدارس هناك مفهوم القيمة المقدمة والتي يتم من خلالها تحديد نوع البرامج والمناهج الاثرائية فنجد بعض المدارس قد تخصصت في التقنية أو الرياضة أو الفنون،
وبالتالي يكون المعيار الذي يعتمده أولياء الأمور لاختيار المدرسة الخاصة هو القيمة التي تقدمها المدرسة وتدعم إمكانيات أبنائهم وتلبي احتياجاتهم حسب اهتماماتهم لتضمن لهم النجاح في الأدوار العديدة والمتنوعة التي سيضطلعون بها في الحياة المستقبلية
لذلك من المهم تغيير فلسفة ملاك المدارس الأهلية من مجرد تقديم تعليم مدرسي بحت إلى انتقاء قيمة تُقدَّم عن طريق البرامج والمناهج الإثرائية وتكون بمثابة ميزة تنافسية للمدرسة عن المدارس الأخرى وتكون هذه القيمة المقدمة هي عامل الهوية التسويقية للمدرسة والمعيار الذي يتم من خلاله تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين لضمان استمرارية الاستثمار والتحفيز على رفع مشاركة القطاع الأهلي والخاص في التعليم.