×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حمد القاضي .... الخرج و «أفياء المشتل» وأنا «تلَّ قلبي تلْ»!!

**ذكريات داعبت «عيني وقلبي».

كأنها -والله أمس- عندما جئت للرياض من عُنَيْزة للدراسة الجامعية.

ولن أتوقف عند ذكريات أول قدومي و«الصدمة الحضارية» من انتقالي من مدينة صغيرة محفوفة بنخيلها ورمالها إلى الرياض المكتنزة بعمائرها العالية وشوارعها الفسيحة!.

أتوقف -فقط- عند متعة الترفيه لي وقتها ولزملائي الذين كنت أسكن معهم عزابا بحي الصالحية بالرياض.

كانت متعتنا نهاية الأسبوع أو نهاية كل أسبوعين -حسب توفر السيارة- ذهابنا للخرج و«مشتلها الآسر» بأشجاره الباسقة وساقي مائه المتدفق الذي يجري بين حقوله و«بركة سباحته» الجماعية.

كنا نبقى فيه عطلة نهاية الأسبوع ليلة الجمعة ونهارها، كنا نوزع وقتنا بين أطياف المتعفية: جلسات أنس وسواليف تحت أوراق حديقته ولحظات استمتاع بالسباحة بنهار هو بالليل جلسات بهجة ما بين طبخ عشائنا وحكايات ليلنا وغناء السامري:

ناح الحمام بعاليات المقاصير

صوت يذكّر دالهٍ في شطونه

* * *

عادت لي هذه الذكريات العذبة وأنا أقرأ الكتاب الممتع الذي أصدرته الكاتبة القديرة أ.سارة بنت عبدالله الخزيم: «أفياء المشتل» الذي أعادتني فيه لزمن أخَّاذ كضحكات الأطفال وكتنفس الأزهار.

الكتاب بقدر ما فيه من الحديث عن الخرج الجميلة وبخاصة «مشتلها» ملاذ استمتاع سكان العاصمة قبل أن تنافسها الحدائق والمتنزهات والنوادي بالعاصمة.

من أكثر ما جذبني حديثها الضافي عن المشتل بالخرج الذي كان قبلة للمتنزهين بالرياض حتى صار رمزًا للفرح وإيقاظ الذكريات وأشواق الحب حتى قال الشاعر أحمد الناصر الشايع -رحمه الله-:

أنا تلَّ قلبي تلْ

هوى البال في المشتل

أبو مبسم يقتل وعيونه قتّاله

لقيت الهوى كله بعينه على حلَّه

* * *

هذا الكتاب جسّد ذكريات فتاة نجدية عاشت بديرة نجدية قبل أن يمسها التطور كأغلب مدن نجد.

تحدَّثت بأسلوب عذب عن تلك الأيام الخوالي التي عاشتها مع أترابها بطفولتهن ورسمت حياتها ببيئتهم القديمة ودوَّنت عادات الناس وجيرانهم وحاراتهم بمناسباتهم وزياراتهم وحفلات أعراسهم الخ.

وقد وثقت كتابها بالصور والنصوص الأدبية فأبدعت وأجادت، ورحلت بقرَّائها وقارئاتها إلى دُنيا نقية لم يُلوِّثها غبار الحضارة، عن بساطة الحياة.

جعلتنا نعيش مع أناس طيبين لم يسرق قلوبهم السعار المادي عن دفء التواصل.

وإلى أمهات كانت حياتهن كدا إما ببيوتهن أو مزارع أزواجهن، وتحدَّثت عن فضاءات وناسة الفتيات المتاحة وقتها فضلاً عن استغنائهن بحسن البداوة وحميمية اللقاءات قبل أن تأخذ بألبابهن بهارج الموضة وتطرية المدنية والركض خلف أضواء الشكليات!

«ولك الله لا توقظي الذكريات».
نقلا عن صحيفة الجزيرة .
بواسطة :
 0  0  28620

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90954
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98581
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89128
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91446

جديد الفيديو