×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

شبح الجوع

ربما موضوعي مُستهلكاً ولم أكن أول الكاتبين فيه أو المُتطرقين إليه
ولكنني في كل مرة أجد بداخلي بركان من علامات التعجب والاستفهام التي تكاد
تخنقني في كل مرة يُقبل علينا شهر الرحمة والمغفرة
الذي تحول بقدرة قادر إلى شهر البطون الجائعة الخائفة المُرتعبة التي تلتهم
بنهم خوفاً من قرصات الجوع
وكأن العالم توقّف عند آذان الفجر , وكأنه يبدأ عند آذان المغرب !
لستُ أدري ما الحكمة من الصوم !
لو سألت أي طالب في المرحلة الابتدائية وقلت له : لماذا نصوم ؟
لأجابك بكل بساطة من أجل أن نشعر بمعاناة الآخرين الذين لا يجدون ما يأكلونه
طبعاً بغض النظر عن أنه شريعة مفروضة وأنه من أهم أركان الإسلام و و و إلخ
ولكن الواقع غير ذلك
كنتُ في سفر في يومٍ من الأيام وأحببتُ أن أصوم
(وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
المهم أن الظروف شاءت أن أضعنا طريقنا ووجدنا أنفسنا فجأة في طريق غير الذي
نُريده , وكان وقت وصولنا تقريباً قُبيل آذان المغرب بدقائق والكل ينتظرنا على
مائدة الإفطار .
وبما أننا كنا صائمين جميعاً فلم نُفكر بشراء ماء أو أخذ تمر أو أي شئ .
المهم لا أطيل في الموضوع , طبعاً أقفلت المحطات والكل ذهب للإفطار , ولم نكُن نتوقّع أننا سنُضيّع الطريق !
وكنت وقتها قد وصلت إلى أقصى درجات الجوع والعطش .
والمنطقة التي ذهبنا إليها قرية بعيدة لا خدمات ولا محطات تقريباً شبه مُنعزلة
ووصلنا بعد ساعة من آذان المغرب تقريباً ..
أقسم بالله أن هذا اليوم من أروع الأيام التي شعرتُ فيها بالجوع والعطش
أحسستُ بلذّة الصوم والمشقة , أحسستُ بنعمة الإفطار الحقيقي , ولم تغب صورة
تلك السفرة عن ناظري رغم مرور خمس سنوات تقريباً على تلك الحادثة
تخيّل أخي عندما تجلس على السفرة وأنت جائع تستشعر نعم الله سبحانه وتعالى
عليك أن أطعمك وسقاك بعد مشقة أو جهد !
ناهيك قارئي عن الأصناف التي تُجهّز والجهد الذي تبذله المرأة في المطبخ
من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة والنصف وربما أكثر من ذلك
وكأن الصوم تحوّل إلى مُنافسات بين النساء في أفضل صنف أو أحلى طبق وو إلخ
والرجل لا يرحم ...
يجلس في مكتبه إن كان موظف تحت أجهزة التكييف وعندما يعود يتسلّل إلى غرفته
لا يريد إزعاج ولا يريد أن يحضر النواقص ولا يريد حتى أن يقول كلمة طيبة
لصاحبة المنزل التي حُرمت من العبادات بسبب تلك العادات المقيتة في الأكل !
ويستيقظ على الآذان ليجد كل شئ جاهز يملأ معدته ثم يتمدّد أمام التلفاز ليشرب
شاي أو قهوة وهو يعبث بجهاز التحكم ( الريموت كنترول ) باحثاً عن برنامج
يضحكه أو يُسليه لكي يُهضّم ما ابتلعه !
عذراً أخي القارئ لا تغضب
هذه الفئات لا تُمثّل كل الرجال ولكنها تُمثّل أغلبية عُظمى
نُريد أن نعيش رمضان بهدوء بعيداً عن دخان الزيوت وحرارة الأفران
بعيداً عن صواني مصفوفة بلا حد من أجل الخوف من شبح الجوع !
مابه الجوع !
إنه حتى أفضل لمعدتك ولجسمك ولقلبك بل وحتى لعقلك ..
رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير ... وصوموا تصحوا
بواسطة :
 1  0  15342

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90954
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98581
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89128
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91446

جديد الفيديو