يا وزارة الصحة.. عيوننا في خطر! | محمد سالم الغامدي
سبق وأن كتبت كثيراً عن وزارة الصحة، وما يكتنف العديد من خدماتها من قصور، ويقيني أن العشرات من الكُتَّاب قد كتبوا عن تلك الوزارة؛ التي أرى أن ما تُقدِّمه من خدمات للمواطن يسير بتباطؤ مُثير للدهشة والاستغراب، حيث أراها بعيدة عن ركب التطور الذي تعيشه أغلب مؤسساتنا الحكومية التي تتسارع خُطاها مع الواقع الحضاري الذي تعيشه بلادنا الحبيبة، ويعيشه العالم من حولنا، والأكثر غرابة أن قيادتنا -رعاها الله- تُقدِّم لهذه الوزارة الدعم المضاعف من الميزانيات العامة بغية تطويرها، لكن ذلك لم يحدث، وبما أن الحديث عن كافة مُكوِّنات الوزارة، وما تُقدِّمه من خدماتٍ صحية هزيلة، يحتاج للكثير من المقالات، لكني أخص في حديثي هذا مستشفيات العيون الحكومية، التي ترعاها الوزارة في كافة مناطق المملكة، ولعلي هنا أقتطف حالة واحدة أراها ممثلة لبقية الحالات الأخرى في مناطق أخرى، وهي تلك الحالة المتردية التي يعيشها مستشفى العيون بمحافظة جدة، هذا المستشفى حينما زُرته طلباً للكشف على عيني والدتي -حفظها الله ورعاها- فوجئت بالحجم الهائل من المراجعين الذي لا يمكن أن يكون مثله في مدينة كبرى كمدينة جدة، ثم كانت المفاجأة التي جعلتني أطرح تساؤلاً عريضاً بحجم مساحة بلادنا العظيمة، التي عمَّ خيرها وعطاؤها الكثير من البلدان الشقيقة والصديقة، حيث اتضح أن هذا المستشفى يُعدُّ الوحيد بالساحل الغربي من شمال البلاد إلى جنوبها، ويستقبل الحالات المُحوَّلة من كل تلك المدن الساحلية، فهل يُعقل أن يكون الحال هكذا يا وزارة الصحة؟، وهل يُعقل أن يكون هو المستشفى الوحيد مع تلك المساحة الهائلة من بلادنا الحبيبة، وخاصة أننا نعيش حِراك خطتنا الطموحة للوصول إلى العالم الأول؟
لذا أُطالب وزارة الصحة من هذا المنبر؛ أن يكون بجدة مستشفى تخصصي للعيون يُضاهي مستشفى العيون بالرياض، يضاهيه في مبناه وكافة مكوناته الطبية والبشرية، وأن يبنى مستشفى للعيون في كل محافظة من المحافظات الساحلية الكبيرة، فالخدمات المقدمة (لعيون المواطن) لا تُمثِّل حقيقة ما تطمح إليه قيادتنا الرشيدة
وإحقاقاً للحق، فإنني ومن خلال مشاهداتي للدور الذي تقوم به كافة الكوادر الإدارية والطبية بهذا المستشفى، أرى أنه دور يستحق الإشادة والتقدير في ظل تلك البيئة المتردية للمستشفى، وفي ظل وجود تلك الأعداد الهائلة من المراجعين من مختلف المناطق، أعانهم الله ووفقهم، فالعتب عليهم في ظل هذه الحالة أراه مغلوطاً، وليس في محله والله من وراء القصد .
* نقلا عن صحيفة المدينة .