خالد مساعد الزهراني...(رقص) المستشفيات..!]
* وإن في حصول ذلك -إشارة عن بعد- لتسيب إداري؛ لولاه لما حصلت تلك المخالفات، ويعظم خطر ذلك إن تم ذلك بمباركة من المدير، وأحسب أن أي برنامج يتم داخل أي منشأة، فإن المدير كواجب مسؤولية، لا يتم إلا بعد أن يعتمده، وهذا يعني استمرار تلك المخالفات، وحصول ما هو أعظم، والمستفيد (الاتجاه المعاكس) ومن يدور في فلكه.
* ثم كيف للمدير أن يعتمد برنامجاً ضمن فقراته ما يتنافى وما يجب أن يتوفر من بيئة تخدم المستفيدين من تلك المنشأة، كما هو شأن (المستشفيات) التي يجب أن تتوفر فيها أعلى مستويات الجودة، حيث الصحة لا تقدر بثمن، وإن من أهم عناصر تلك الجودة مراعاة حالة المريض، وما ينتظره من تعامل يُشعره بأن هنالك من يقف بجانبه، ويراعي حاجته إلى المواساة، في أشد لحظة يشعر معها بضعفه، وقربه إلى خالقه.
* فيا أيها المطربون والراقصون في ردهات المستشفيات، إنكم تجاوزتم بفعلكم هذا ما لو كان أحد أقاربكم منوماً في ذات المستشفى؛ لما قمتم بذلك، فكيف تتجرأون على مصادرة حق بقية المرضى، ثم أي إنسانية تلك الإنسانية التي (ترقص) في حضرة آلام الآخرين، الذين كانوا ينتظرون منكم المواساة، فأصبح أقصى ما يتمنونه منكم أن (ترقصوا) بعيداً عنهم.
* ثم هل المستشفى مكان ملائم للرقص، وفي كل جانب تضعون إرشادات تدعو إلى الهدوء، واحترام خصوصية المرضى، وعندما وجد ضعاف النفوس الفرصة كانوا أول من (يركل) تلك التعليمات برجله، ولكن لا يمكن أن يقوموا بذلك دون أن يُلبسوا فعلتهم برداء الاحتفال بيوم الوطن، الذي لو نطق لتبرأ من فعلتهم، ولوجه إلى ضرورة إعادة تأهيلهم؛ ليعرفوا كيف يكون الاحتفال بالوطن.
* ذلك الاحتفال الذي أبداً لا يمكن أن يمثله من يخالف صورة ما ينتظره الوطن من أبنائه، الذين يوم الوطن عندهم عام كامل، يستحضرون في كل لحظة منه كم هو الوطن عزيز، وكم هو واجب عليهم الاصطفاف مع كل ما من شأنه عزه ورفعته، والمضي به قدماً إلى حيث القمة، تلك القمة التي لا تتواكب أبداً، وما شوهد من رقص في بعض المستشفيات، وعلمي وسلامتكم.
نقلا عن صحيفة المدينة .