فهيد العديم ....دمج الصفوف الأولية.. فوضى «القدحة»!
نجاح أي فكرة على الورق لا يعني بالضرورة أنها ستنجح على أرض الواقع، بل في أحسن الظروف ستحتاج لمزيد من التعديل والتقويم، وهذا ما حدث - تحديدا - في قرار دمج الصفوف الأولية، إذ تشعر أن القرار (طنخة أو قدحة) أكثر من كونه قرارا مدروسا، فالصحة والتعليم بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يكونا حقلين للتجارب.
الذي حدث أن الوزارة طوال فترة الإجازة المدرسية كانت صامتة، وقبل بدء الدراسة قررت دمج الصفوف الأولية، وأنا كما أسلفت مع الأغلبية التي ترى صحة القرار، لكننا ضد توقيته السيئ، وضد الارتجالية التي أستطيع بأبسط جهد إثبات أنها غير مدروسة وأنه قرار ارتجالي، فلا يعقل أن يسجل الأب طفله بمدرسة بما يترتب على ذلك من أشياء كثيرة، ويفاجأ في أول يوم دراسي بأن المدرسة تقول لا بد أن تنقل طفلك لمدرسة أخرى.
أضف إلى ذلك أن وزارتنا الكريمة اكتشفت أن ترحيل الصفوف الأولية من مدارس الأولاد إلى مدارس البنات يعني أن مدارس البنات ستتضاعف صفوفها الأولية بالضرورة، وهذا يعني أن القرار يستحيل تنفيذه، وهنا قالوا: تبقى بعض الصفوف الأولية كما هي بمدارس البنين، ولا يوجد آلية واضحة للمدارس التي تبقى فيها صفوف أولية، والمدارس التي تنقل طلابها لمدارس البنات، طبعا بعض مديري المدارس من فئة (ذيبان) طلب من أولياء أمور الطلبة في الصفوف الأولية نقل أطفالهم لمدارس البنات على وجه السرعة!
لا أدري ماذا تفعل الوزارة بمعلمي تلك المدرسة، وكيف ستوجد معلمات للصفوف التي انتقلت فجأة إلى مدارس البنات! كان من الممكن أن تتم العملية بتخطيط ورؤية واضحة بدلا من هذه العجلة، مثلا أن يكون الدمج هذا العام للصف الأول فقط، واستغلال هذا العام لعمل آلية واضحة للعمل في العام المقبل وتهيئة الظروف للتحول، أو الاستفادة من تجارب الدول القريبة كالتجربة الكويتية، بمعنى أن تحدد مدرسة في كل حي - مثلا - وتكون هذه المدرسة مخصصة للصفوف الأولية ويديرها كادر نسائي، أو غيرها من الأفكار، المهم ألا تكون الفكرة ارتجالية و(خذني جيتك) وكأن الغرض فقط هو التغيير حتى لو كان هذا التغيير مضرا، وكأن وزارة التعليم أقسمت أن تفتعل مشكلة مع نهاية كل عام دراسي!
نقلا عن صحيفة مكة .