صالح جريبيع الزهراني ....العمامة السعودية..والكظيّة !
كما أن اللعنات والبصقات لم تنل عمامة وزير الخارجية العماني ولا وزير الخارجية الكويتي اللذين زارا المسجد الأقصى أيضاً.
ولم نرَ ذلك العداء من الفلسطينيين ضد مواطني الدول العربية وغير العربية التي تقيم علاقات سياسية مع إسرائيل وترفرف أعلامها فوق سفاراتها في تلك البلدان.
أما عمامة ياسر عرفات فلها صولات وجولات مع الإسرائيليين..بل إن عرفات كاد يهلك رابين وشارون ومناحيم بيغن بالقبلات..وكأنه عاشق للقبعة الإسرائيلية.
والحقيقة أنني لا أعرف..لماذا يرى الفلسطينيون أن مجرد الحديث عن التطبيع محرمٌ على السعوديين دون غيرهم..مع أننا نعلم بأن(عباس) الضفة(وهنية)غزة..يقبضون رواتبهم بالشيكل..ونعلم أن مواكبهم تتحرك بالتنسيق مع إسرائيل وتحت حمايتها..كما نعلم أن الفلسطيني في خدمة الإسرائيلي وهو رب عمله في العديد من القطاعات..ونعلم أن المستوطنات الإسرائيلية يبنيها مقاولون وعمال فلسطينيون..وكذلك فإن الفلاح الفلسطيني يعمل في مزرعة الإسرائيلي..ويعمل الفلسطينيون في الجيش الإسرائيلي وفي قوات الأمن العام الإسرائيلية..ويحملون جواز السفر الإسرائيلي..كما أن الفلسطينيين يزوجون بناتهم للإسرائيليين.
كل هذه حقائق لا يمكن لأي فلسطيني إنكارها..حقائق واضحة كعين الشمس..لكن..عندما يتعلق الأمر بسعودي يتعامل مع إسرائيلي تصبح(الكظيّة)(مكدّسة)عند الزلمات..ويغضبون ويستشيطون..ويقذفون ويبصقون وينقلبون إلى صبيان رعاع منفلتين كالبغال..يسوقون علينا معزوفات النضال(والمكاومة).
كل هذا يجعلنا نسأل:لماذا؟!
والجواب باختصار ودون فلسفة..أن الفلسطيني حاقد على السعودي مهما أظهر من محبة وتزلف ونفاق..وإلا فإن هذا الحاقد يعلم أن السعودية لا تعترف بإسرائيل حتى اليوم..ويعلم أن السعودية لم تقم أي نوع من أية علاقة مع إسرائيل..ويعلم أن السعودية تمنع مواطنيها من زيارة القدس تضامناً مع القضية الفلسطينية..ويعلم أن السعودية أكبر داعم للفلسطينيين بالأموال..ويعلم ويعلم..وأقسم بالله إنه يعلم كل ذلك..ولكنه الحقد الذي ملأهم فأعمى عيونهم.
أما ذلك الشاب إن كان سعودياً حقاً..وسافر إلى القدس..رغم أن إسرائيل من الدول الممنوع السفر إليها..فإنه قد خالف نظام بلده أولاً..وموقفه لا يمثل موقف بلده الرسمي ثانياً..ويستحق كل ما تعرض له من بصقات وإهانات ثالثاً.
صالح جريبيع الزهراني
الثلاثاء 23 يوليو 2019