محمد بن سليمان الأحيدب ....عيد تصفيد الفاسدين إلا أشباه المفحطين
ثانياً: يجب علينا أن نفخر ونفاخر أن عيدنا هذا العام مختلف تماماً، فقد شهدنا تطوراً سريعاً وتغييراً إيجابياً يجب أن نتحدث عنه بفخر مثلما نتحدث عن التغييرات السلبية بخجل، لو حدثت، أو عندما كانت تحدث في السابق.
العيد هنا مجرد أداة توقيت (مواقيت) ووسيلة مقارنة بين عام مضى والذي سبقه، فبين هلال عيد والذي سبقه يمكن رصد متغيرات إيجابية، ولا بد من سلبية، ولكن حينما تكون الغلبة للإيجاب فيجب التحدث عنه بفخر (وأما بنعمة ربك فحدث).
أحب أن أدقق في الأحداث والتفاصيل وأعقد مقارنة، وقد وجدت أن الفساد المالي الكبير هُزم شر هزيمة وانحسرت صوره منذ بدأت المكافحة الجادة ومحاسبة كائن من كان، في حدث تاريخي أظن أن الأجيال القادمة سوف تؤرخه باسم سنة، مثلما أرّخت أجيال سبقتنا سنة الصخونة وسنة الجراد فستكون سنة الرتز علامة فارقة، لاحظت أن الرعب دبّ في قلوب الفاسدين والمفسدين، فأصبح كل مسؤول يسعى لتنقية دخله وكل مقاول يحسّن إنجازه وعمله وهذه نعمة.
الشركات أصبحت تعتذر وتعوض!، ومتى كانت تعتذر أو تعوض؟!، أعرف شاباً حصل على تعويض مجزٍ عن تضرر سيارته من حفرة صغيرة في طريق مسفلت، وقبلها كانت السيارة بمن فيها تسقط في حفرية وتحدث إصابات ووفيات ولا تجد اعتذاراً!، ولا عزاء، ناهيك عن تعويض.
اليوم يُقبض على جانٍ تحرّش بالأمس أو أطلق ناراً منذ ساعات، وقبل ذلك كانت سيارة المعلم تُحرق بالأسيد بعد كل موسم اختبارات ويقال له (معوّض)، واليوم أصبح إيقاف الخدمات مقنناً موثقاً بحكم، وقبل ذلك أعرف مدير شرطة سابقاً بمطار الملك خالد أوقف خدمات شخص بسبب خلاف عبر مكالمة هاتفية!.
شيئان فقط لم نحقق فيهما تقدماً بعد والقادم أجمل، القضاء على التفحيط وتسيُّب الأطباء الحكوميين وترك مرضاهم يئنون، وهم في مستشفى خاص لدخل غير مشروع يجمعون، وللحق فإن ثمة تسيُّباً آخر وظيفياً لم يعالج وهو فساد؛ وأعني من يتولى إدارة التشغيل ولا يتم أمر إلا بتوقيعه، ورصدت له عدة رواتب وزيادات (بونص) وساعات عمله من الثامنة للخامسة، لكنه ينام داخل مكتبه من ١٢ إلى ٣ عصرا، تلك صور تعطيل مصالح وفساد لم نلتفت له بعد بجدية، تماماً مثل التفحيط.
*نقلا عن عكاظ
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.