خالد السليمان ( الاقتراض بين سندان الربوية ومطرقة الإسلامية !)
والجاهل لا يعذر في زمننا الحاضر لتعدد وسهولة الوصول لمصادر المعرفة، لكن ما حيلة المضطر عندما يجد نفسه بين نار الحاجة القاهرة وعدم توفر الخيار المباح لتلبية حاجته، فما هي البدائل التي توفرها المصرفية الإسلامية لتوفير الاقتراض المباح وقطع الطريق على الاقتراض الربوي ؟!
للأسف أن المصرفية الإسلامية لدى بعض البنوك اقترنت عند الناس بصفة الجشع مع الكلفة العالية لفائدة الدين وفرض الشروط المجحفة التي تكبل المقترض بتكلفة دينه حتى ولو أراد التخلص منه بسداده مبكرا !
كما أن بعض عروض الإقراض المتوافقة مع الشريعة الإسلامية لدى بعض البنوك وخاصة في بيع السيارات والعقارات والسلع بالتقسيط أو الأجل المنتهي بالتملك فيها تحايل مكشوف لا تخجل هذه البنوك حتى من مداراته، وكأن الهدف هو الشكل وليس المضمون، مثال ذلك بيع سيارات وعقارات وسلع بالتقسيط دون تملكها بالكامل قبل الاتفاق مع المقترض أن نقل الملكية عند نهاية العقد دون الإشارة إلى نهاية التملك، وهذا يذكرني بما نقله لنا السابقون عن ديَّانة الدكاكين، الذين لا يكلفهم التحول من المعاملة الربوية إلى المعاملة الإسلامية سوى وضع اليد على كيس من الدقيق أو الأرز ثم رفعها !
من المهم أن يحرص الإنسان على تبين الحلال والحرام في مسالك وتعاملات الحياة، لكن من المهم أيضا أن نتصدى للأسباب التي تدفع الإنسان للاقتراض الربوي، وكما ننصح المقترض بتجنب القروض الربوية يجب أن ننصح أيضا البنوك الإسلامية أن تكون أكثر رحمة بالمسلمين من البنوك الربوية وليس العكس !
نقلا عن صحيفة عكاظ
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.