بصمجية الشورى وخطط التنمية
محمد الزهراني
نصف أعضاء مجلس الشورى اعترضوا على خطة التنمية التاسعة، ونصفهم وافق عليها. وتدخل عضو فاضل وحسم الأمر بصوته لصالح الموافقين.. في نظري أن الموافقين كانوا أكثر ذكاءً لأنهم يعلمون أن موافقتهم أو اعتراضهم مجرد تحصيل حاصل، فالخطة اعتمدت منذ ثلاث سنوات، وبُدئ تطبيقها منذ عامين، ورأيهم لن يضيف شيئاً. أمّا المعترضون فيبدو أنهم كانوا يرغبون في تسجيل موقف يحفظ لهم ماء الوجه، ويشعر وزارة التخطيط بأنهم ليسوا (بصمجية) وعلى الوزارة عرض الخطة عليهم قبل اعتمادها.
يا سادة يا كرام ثماني خطط خمسية غطّت مجلداتها الفاخرة أربعين عاماً، صرفت الدولة عليها أكثر من ثمانية آلاف مليار، ومع ذلك ما زال لدينا أزمة في أسّرة المرضى، ونقص في الأدوية.. مطاراتنا الدولية والإقليمية انتهى عمرها الافتراضي.. الشوارع مليئة بالحفر والمطبات.. طفوحات الصرف الصحي تغرق الأحياء.. ما زالت مدارسنا مستأجرة، والحصول على مقعد لطالب بمدرسة قريبة في أحياء المدن الكبرى أمر بالغ الصعوبة، 23 جامعة حكومية، ومع ذلك ما زال القبول همًّا يؤرق الشباب، 8 ملايين وافد يعملون، ونصف مليون عاطل يبحثون عن وظيفة.. بنية تحتية مهترئة.. وشركة واحدة للطيران ومثلها للنقل البري.. وقوائم لا نهاية لها في صناديق الإقراض الحكومية.. انقطاعات مستمرة للكهرباء.. ونقص حاد في مياه الشرب بمعظم المناطق.. جهات محددة تحتكر بعض الأنشطة دون منافس..
400 مليار تُعتمد سنويًّا للمشاريع التنموية، ونصفها يؤجل، ونصفها يُنفذ، ونصف المنفذ يحتاج إلى صيانة في عامه الأول!!.
الحكومة تبذل بسخاء.. وتسعى جاهدة لتحقيق التنمية المستدامة إلاَّ أن هناك من يعرقل بعض البرامج التنموية من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة.. وليت السادة في مجلس الشورى يقدمون للمواطنين صورة واضحة عمّا تحقق من أهداف الخطط الماضية، وماذا أُجّل ولماذا؟! مع وضع آليات واضحة لقياس مؤشر الأداء في كل خطة، ومدى التزام كل وزارة بما يعنيها.. حتى لا تتكرر أخطاء الخطط الماضية ونبقى مجرد (بصمجية)!! وللجميع تحياتي.