د. هلال محمد العسكر يكتب عن ( المدير المارق )
المدير المارق غالبا ما يكون محاط بموظفين ومستشارين مارقين مثله، يصورون له الأمور كما يحلو لهم ويثبت كراسيهم ويجعلهم هم من يقود وتكلفة الأخطاء يتحملها المدير المارق.
كم من أوامر ملكية وقرارات إدارية صادرة من جهات عليا وتعليمات وتوجيهات وأحكام إدارية ومالية قضائية لم تنفذ؟ ولو سألنا لماذا لم تنفذ؟ ولو تتبعنا من المسؤول عن ذلك، لوجدنا أنهم المدراء المارقون العاصون لمن هم أعلى منهم في السلطة.
المدير المارق إنسان سطحي جدا، لا يفكر بعمق، لمحدودية قدراته ومعارفه ومهاراته، يجيد فن التسويف والتملص والتضخيم وتكرار ما قيل أو كتب له، وتصوير صور هو نفسه لم يشاهدها، جبان يخشى المواجهات، يرتعش عند مواجهة أبسط مشكلة تواجهه أو تواجه العاملين معه.
قد يظن البعض أن المدير المارق إنسان قوي في حجته وعلمه وقدراته يملك القوة في الاقناع وطرح البدائل والالتفاف على الأوامر والقرارات والنظم والقوانين بمهارة وفن ودون ضرر ولا ضرار، ولكن العكس هو الصحيح؛ فهو يمرق لأنه ضعيف ولا يملك شيئا من ذلك.
الحقيقة المرة أن المدراء المارقين موجودون في بعض مؤسساتنا، وصلوا الى هذه المناصب بالصدفة، وهم من عطل ويعطل مسيرة نهضتنا وتطورنا ويقاومها، وإن التخلص منهم يعني تحرر مؤسساتنا من المارقين الذين يعطلون تنفيذ الأوامر والقرارات التنموية والتطويرية والاصلاحية التي تبذل الدولة والحكومة جل وقتهما وجهدهما من أجل تحقيقها وتنفيذها دون تأخير.
يقول إليا أبو ماضي:
بوركتما من ساعد ومهنّد *** برغم خؤون مارق !