×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

محمد الحساني: تدريس مادة «الأخلاق» !

حدثني رجال تربية وآخرون عملوا في السلك الدبلوماسي أو طلبة ابتعثوا للدراسة في اليابان عن تميز ظاهر في سلوك الشعب الياباني رقياً وتهذيباً وإيثاراً على النفس والتزاماً بالوقت والوعد والعمل، وأرجعوا ذلك كله إلى أن اليابانيين قد أعلوا من مكانة الأخلاق في حياتهم فعلاً لا قولاً وجعلوها مقياساً لما يناله الفرد منهم من تميز ومزايا حتى لو كان عامل نظافة، فالأخلاق هي المقياس الأساسي لا الدرجة العلمية ولا المكانة الاجتماعية ولا المواقع الوظيفية أو المالية.

وفهمت مما دار أمامي من أحاديث عن الأمة اليابانية أن مادة أساسية تدرس في مناهجهم من مرحلة الروضة حتى نهاية المراحل الجامعية تسمى مادة «الأخلاق» لها درجات نجاح ورسوب وتأثير على المعدل العام للطالب وعلى مستقبله الوظيفي في مرحلة لاحقة، وأن تلك المادة صيغت من قبل خبراء في علم النفس والسلوك والقيم الاجتماعية والروحية، وأنها مع مرور الأيام والأعوام تحولت إلى سلوك راقٍ عام يندر أن يشذ عنه أحد من سكان اليابان بمن فيهم الذين هاجروا إليها للعمل أو الإقامة الدائمة من دول الشرق المجاورة أو من القارة الهندية، لأن أي سلوك خارج عن دائرة الأخلاق أصبح مستهجناً استهجاناً عاماً يجعل مرتكبه «يذوب» من الخجل إن كان لديه إحساس حي وقد يتعرض لعقوبات قانونية صارمة، إضافة إلى ما واجهه من ازدراء عام.

ويرى الذين حدثوني عن إعجابهم بالتربية السليمة القائمة على الأخلاق القويمة التي حظي بها الشعب الياباني أن أمة العرب والإسلام أحق وأجدر بالتمسك بالأخلاق، لأن قرآنهم وسنة نبيهم ومبادئهم الفاضلة دعت إليها وحضت عليها وهم يتمنون أن تقوم وزارة التعليم بالاستفادة من التجربة اليابانية والمناهج التي بنيت عليها مادة الأخلاق، وأن تعدلها بما يجعلها منسجمة مع تعاليم الإسلام، وأن تصبح مادة الأخلاق مادة أساسية في حياة كل فرد، ولا بأس أن تكون الثمرات اليانعة بعد عدة عقود، المهم أن نبدأ الخطوة الأولى من مشوار الألف من الأميال.

ويتساءلون قائلين: ألم يمتدح الله عز وجل نبيه الكريم بوصفه بأنه صاحب خلق عظيم «وإنك لعلى خلق عظيم»، وها هو القرآن يحث المؤمنين على أن يقولوا للناس حسناً «وقولوا للناس حسنا»، ثم إن المصطفى الهادي عليه الصلاة والسلام أكد أنه إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فقد كان لدى أهل الجاهلية قيم وأخلاق، فجاء الإسلام ليتمها ويضعها في أبهى صورة، فما بال معظم أتباعه قد جعلوا الأخلاق من سقط المتاع؟

وأختم مقالتي بقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

فهل أصيب القوم في أخلاقهم ولم نسمع لهم عويلاً إلا عندما انهارت قيمة الأسهم في الأسواق!

فما هو رأي معالي وزير التعليم فيما طرح من أفكار؟

صحيفة عكاظ.
بواسطة :
 0  0  26761

الأكثر قراءة

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع...

03-17-2010 06:11 الأربعاء

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء...

06-28-2010 06:05 الإثنين

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان...

03-13-2010 06:52 السبت

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني...

06-26-2010 10:30 السبت

ترقبوا ؟؟؟ نورة الاحمري لقد كان من كم يوم هدية من خادم...

09-05-2010 11:10 الأحد

لعنة000الكرسي !البعض يعتقد انه الأمر الناهي منذ أن يتسلم مسؤولية...

09-02-2010 11:38 الخميس

محتويات

التربية بالسكاكين

التربية بالسكاكين

سمير المقرن الحادثة التي نشرتها جريدة «اليوم» بداية هذا الأسبوع عن تعرض طالب لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً..

03-17-2010 06:11 الأربعاء   90924
لاول مره التعبير عن التعبير

لاول مره التعبير عن التعبير

لأول مره التعبير عن التعبير عوض الأحمري منذ أن حملت مع أبناء هذا الوطن حقيبة المدرسة وأنا أتلقى و أتلقن مواضيع..

06-28-2010 06:05 الإثنين   98431
وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

وظيفة سعودية في صحيفة أردنية

نشرت صحيفة «الغد» الأردنية في عددها الصادر يوم 21/2/2010 الإعلان التالي: «فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، مطلوب..

03-13-2010 06:52 السبت   89098
المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية

المقابلات الشخصية للضرورة أم للمحسوبية مسفر القحطاني دخلت في الآونة الأخيرة عملية إجراء المقابلات الشخصية..

06-26-2010 10:30 السبت   91416

جديد الفيديو