على أبواب العشر الأواخر ( عبدالرحمن المقيبلي )
وها نحن اليوم ... نقف على أبواب العشر الأواخر من رمضان
هذه العشر التي هي مسك ختام الشهر وزبدة أيامه
والتي كان يجتهد فيها النبي صلى الله عليه وسلم مالا يجتهد في غيرها
تقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي يجتهد في العشر الأواخر من رمضان , مالا يجتهد في غيرها
وكانت رضي الله عنها تصف حال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر , فتقول :
كان إذا دخلت العشر , أحيا ليله وأيقظ أهله , وشد مئزرة
وكان الصحابة رضي الله عنهم , والسلف الصالح يعظمون هذه العشر , ويجتهدون فيها بأنواع الخيرات
ولذلك ينبغي علينا أن نجتهد فيها , وأن نعظم هذه العشر المباركة
خصوصا أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
قال الله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه(
فلاشك أنها ليلة عظيمة , ينبغي علينا أن نسعى في إدراكها
ليلة واحدة خير وأفضل من عبادة ألف شهر
و ألف شهر بلغة الأرقام يعادل ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر
وهذه الليلة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الأواخر من رمضان فقال
(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ) لكن لم يحدد في أي ليلة من هذه العشر
لكن المؤكد أن من قام هذه العشر جميعا , أنه يدرك ليلة القدر
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : من اجتهد في هذه العشر كلها , أدرك ليلة القدر بلا شك , وفاز بوعد الله ( الفتاوى 15/434)
فأي فضل أعظم من هذا تجتهد في هذه الأيام المعدودة , فتفوز بهذا الأجر العظيم
و يكتب الله لك عبادة خير وأفضل من عبادة ألف شهر , ويغفر الله لك ما تقدم من ذنبك إذا اجتنبت الكبائر
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله: موضحا معنى قيام ليلة القدر , وكيف يكون قيامها
قال : قيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير
( الفتاوى 15/426)
لذلك ينبغي علينا أن نجتهد في هذه العشر غاية الإجتهاد حتى نفوز بهذا الأجر العظيم
ونكثر من قول ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني )
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : يارسول الله , أريت إن وافقت ليلة القدر , ما أقول فيها ؟
( قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو , فاعف عني )
اسأل الله عزوجل أن يوفقنا جميعا لإغتنام هذه العشر المباركة
وأن يكتب لنا قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا .