براطم المزيونة..!!( خلف الحربي )
لقد كان من بين الأهداف الأساسية لقيام الدولة بتنظيم مسابقة وطنية كبرى لـ(مزاين الإبل) تحمل اسم الملك المؤسس طيب الله ثراه التخلص من مهرجانات المزاين التي كانت تقيمها كل قبيلة على حدة؛ لتفادي الآثار السلبية لتلك التجمعات القبلية الكبيرة التي تعزز الحمية الجاهلية بصورة لا تخدم الوحدة الوطنية، ولكن مظاهر التعصب أصبحت مع مرور الأيام هي عامل الجذب الجماهيري الوحيد لهذا المهرجان، ولولاه لأصبح نشاطاً نخبوياً محدوداً لا يتابعه إلا ملاك الإبل، وكل ذلك عائد لغموض فكرة التسابق كما أسلفنا.. وهي علة لم تنجح في علاجها كل اللجان المنظمة التي حاولت مراقبة كلمات (الشيلات) المصاحبة لكل ناقة جميلة، كما حاولت رفع وإزالة أي شعار قبلي يظهر للعيان، ولكن رغم كثرة الإجراءات بقيت القبيلة هي الشكل والموضوع والهدف.
ومن هذا المنطلق فإن تفادي علة التعصب القبلي يجب أن يكون من أولويات القائمين على هذا المهرجان مع الأخذ بالاعتبار أن الانتماء القبلي أمر لا يمكن تجاوزه بشخطة قلم أو بقرارات تصدرها اللجان المنظمة، بل يمكن احتواؤه بالمنطق والعقل.. فالمهرجان بهذا الشكل وبهذا اللون من التنافس لا يمكن الالتفات له جماهيرياً إلا من باب الحمية القبلية، وما دام القائمون على المهرجان نجحوا في بناء الميدان الجديد واستطاعوا تحويله إلى ما يشبه المزار الجديد فإن من واجبهم تطوير محتواه، بحيث لا يتوقف عند حدود هذه المسابقة الغامضة (المزاين) وإلا فإنه من الطبيعي جدّاً أن يقول كل متفرج لنفسه: «ماذا أشجع؟!..براطم الناقة المزيونة أم رقبتها؟.. الأفضل أن أشجع قبيلتي فهذا أبرك وأسهل وأوضح».
صحيفة عكاظ
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.