يا داود الشريان: التلفزيون.. التلفزيون
* كان وزير الإعلام ينشغل شخصيًّا ويستنفر وزارته بحشد قواها العاملة قبل صدور ميزانية الدولة وإعلانها بالتلفزيون، ومثل ذلك يوم الاثنين من كل أسبوع لإعلان قرارات مجلس الوزراء، تسجيل كلمة الملك للتهنئة بحلول شهر رمضان ومن ثم عيد الفطر، ترقب إعلان رؤية هلال شهر رمضان وشوال، افتتاح مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية)، إعلان القرارات الملكية وتعيينات الوزراء، وهذه يتقاتل عليها مذيعو نشرات الأخبار بالتلفزيون (ربما راودت الوزير نفسه في يوم قراءتها شخصيًّا)! مباريات كرة القدم التي يحضرها الملك أو ولي العهد. وغيرها من المناسبات التي تهم الشعب ويتابعها الناس.
* اليوم تمر تلك الأحداث والمناسبات مرور الكرام على التلفزيون؛ بسبب تعدد (وجبات) وسائل الإعلام والاتصال غير الرسمية، حُرية التحرّك والوصول السريع بعد أن تخلّصت من قيود البيروقراطية واستئذان المراجع، فأصبح الناس يعرفون تفاصيل الخبر المحلّي (الهام) قبل إعلانه رسميًّا بفضل (التسريبات) من المصادر (الصديقة)!
* في وضعٍ كهذا مَن ذا الذي سيتسمّر أمام شاشات القنوات السعودية الرسمية وهي تبث أفلامًا ومسلسلات (غباريّة) الأفكار والتنفيذ، وحتى برامج الـ(Talk Show) فهي ثلجيّة الحرارة باهتة الإعداد ضعيفة الإخراج، أما بث الأخبار فوريّة الوقوع (عاجل) فتلك علّتها (مُزمنة)، كأنها محمولة على ظهر سلحفاة عجوز ربما تتعطّل في زحمة شوارع العاصمة الرياض ومتاهات تحويلاتها.
* «أنا كملايين غيري مشكّل ومقولب ومُكيّف بحيث أصبح جدول أعمالي تابعًا إلى حدٍّ ما لتغيرات جدول أعمال وسائل الإعلام»، القول أعلاه للكاتب الإنجليزي «بن بيلموت»، فهل يُمكنك يا رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون «داود الشريان» أن تعيد مجد تلفزيوننا بالاشتغال المهنيّ المحترف والشُّجاع على (المحتوى) الذي سيرفع بالتالي سقف جاذبية برامجه وسحرها؛ مما يجعل الناس يضبطون ساعاتهم حسب توقيت بثّها؟
إذا تستطيع سأضمن دخولك تاريخ الإعلام السعودي كصانعٍ ومؤثّر.