جامعاتنا و التصنيفات المفاجئة
مسفر القحطاني
أمطرتنا مراكز التصنيف العالمية ألقاب متقدمة لجامعاتنا السعودية فجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حققت المركز الأول في التصنيف الاسترالي و أعلنت جامعة الملك سعود أمس أنها حصلت على المركز الأول في التصنيف الاسباني .
اعتقد أن المسالة ستطول لجامعاتنا ما شاء الله عليها في الحصول على مراكز متقدمة وغداً يمكن آن تعلن جامعة أخرى عن نيلها مركز متقدم في تصنيف ألماني وأخرى بتصنيف فرنسي وحتى التصنيف البنغالي .
وأصبح المسؤلين عن الجامعات يهللون لحصولهم على هذه المراكز المتقدمة ويصدرون البيانات ويشيدون بهذه التصنيفات وقوتها وبالأمس عندما تذيلت جامعاتنا المراكز المتأخرة في نفس التصنيف انتقد مسؤلي الجامعات هذه التصنيفات وقللوا من أهميتها ومصداقيتها .
هذه المراكز المتقدمة في التصنيفات للجامعات ذكرتنا بإحصاءات الاتحاد العالمي للإحصاء لنادي القرن الأسيوي وكذلك تصنيف زغبي للأندية الجماهيرية السعودية الذي اتضح لنا فيما بعد آن هذه التصنيفات ليس لها مصداقية إلا من يدفع أكثر يحصل على المركز الذي يعجبه .
يا خوفنا آن جامعاتنا سلكت نفس الأسلوب مع موضة هذه التصنيفات المتقدمة لأن مسؤلي الجامعات أنفسهم تفاجؤا بهذه المراكز المتقدمة التي منحت لهم لأن جامعاتهم بعيدة كل البعد عن التميز والإبداع العلمي حيث انه مع الأسف أساتذة ودكاترة هذه الجامعات منذ حصلوا على حرف (( الدال )) ليس لهم نشاطات بحثية ملموسة واعتزلوا المعامل ولم تحقق جامعاتنا أي انجاز ملفت سوى سيارة غزال 1 التي علمنا فيما بعد آن اغلب تصنيعها تم في ايطاليا وتكلفتها وصلت ملايين الريالات وهذه السيارة لو صنعت لدينا على مستوى تجاري سنضطر لركوب الدرجات النارية والسياكل بدلاً من السيارات لارتفاع تكلفة سيارة جامعتنا المصونة .
عموماً يجب على جامعاتنا آن لا تلهث خلف هذه التصنيفات التي لا تقدم ولا تؤخر لأن الأهم هو الانجازات التي تحققها الجامعة فهناك جامعات أمريكية و أوربية وحتى أسيوية عريقة لا تعطي هذه التصنيفات أي اهتمام ولم تسع للحصول عليها فهي تسابق الزمن في تحقيق انجازات لها معنى كحصول أحد منسوبيها على جوائز عالمية كجائزة نوبل أوتحقيق انجاز علمي رائد كاكتشاف علاج جديد ينفع البشرية أو نحوه .