خلايا الضجر
تحضر خلايا الضجر بشكل نشط ومكثف خلف كل تصريح لمسؤول أو خبر ينشره حساب رسمي لإحدى وزاراتنا وفي كل الأوقات وبشكل مكرر، ما يوهم المتابعين بأنهم سواد أعظم يزيد من أثره صمت الأغلبية الراضية عن الأداء الحكومي وعدم اهتمامهم بالتعبير عن رضاهم.
وينخدع بعض الإعلاميين بالرسائل السلبية التي يجهد هؤلاء لنشرها ويلحون عليها، فيتبنون ما يطرح على أنه واقع مسلم به دون العودة للمؤسسات المعنية وسؤال المسؤولين المعنيين عن قضايا الشكاوى وموقف المؤسسات منه وردها عليه، ما يساهم في منح تلك الرسائل أبعادًا واقعية يشكل على القارئ إدراك حقيقة أمرها، إذ يكتفي غالبًا بقراءة العنوان المحبط، أو قراءة التفاصيل التي كتبها طرف واحد وأقصي الطرف الآخر.
مؤسساتنا الحكومية لها منجزاتها ولها اجتهاداتها وفي نفس الوقت لا يمكن الادعاء بأن عملها كامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
رسائل خلايا الضجر تساهم أيضًا بضرب العلاقة بين المؤسسات وجمهورها وتقويض الثقة بين الطرفين، ما يكبدنا ضرائب تنموية تستهلك معنوياتنا وأيامنا.
ليت أن الجهات المعنية بمراقبة المحتوى في مواقع التواصل ومتابعة القضايا والجرائم الإلكترونية تكثف جهودها لتصنيف حالات النقد للإصلاح وحالات النقد للنقمة والتشويه للحكومة ومؤسساتها.